الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ قُلْ فَٱنْتَظِرُوۤاْ إِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُنْتَظِرِينَ } * { ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَـٰكِنْ أَعْبُدُ ٱللَّهَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }

{ فهلْ يَنتَظِرُونَ } ، يعني: مشركي مكة، { إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ } ، مضوا، { مِن قَبْلِهِمْ } ، من مكذبي الأمم، قال قتادة: يعني وقائع الله في قوم نوح وعاد وثمود. والعرب تسمي العذاب أياماً، والنعيم أياماً كقوله:وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ ٱللَّهِ } [إبراهيم:5]، وكل ما مضى عليك من خير وشر فهو أيام، { قُلْ فَٱنْتَظِرُوۤاْ إِنَّى مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُنْتَظِرِينَ }. { ثُمَّ نُنَجِّى رُسُلَنَا } ، قرأ يعقوب «نُنجي» خفيف مختلف عنه، { وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ } ، معهم عند نزول العذاب معناه: نجينا، مستقبلٌ بمعنى الماضي، { كَذَٰلِكَ } ، كما نجيناهم، { حَقّاً } ، واجباً، { عَلَيْنَا نُنجِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } ، قرأ الكسائي وحفص ويعقوب «ننجي» بالتخفيف والآخرون بالتشديد، ونَجَّا وأنجى بمعنى واحد. قوله تعالى: { قُلْ يَٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِى شَكٍّ مِّن دِينِى } ، الذي أدعوكم إليه. فإن قيل: كيف قال: إن كنتم في شك، وهم كانوا يعتقدون بطلان ما جاء به؟. قيل: كان فيهم شاكّون، فهم، المراد بالآية، أو أنهم لما رأوا الآيات اضطربوا وشكوا في أمرهم وأمر النبي صلى الله عليه وسلم. قوله عزّ وجلّ: { فَلاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } ، من الأوثان، { وَلَـٰكِنْ أَعْبُدُ ٱللَّهَ ٱلَّذِى يَتَوَفَّاكُمْ } ، يُميتكم ويقبض أرواحكم، { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }. قوله: { وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً } ، قال ابن عباس: عملك. وقيل: استقم على الدين حنيفاً. { وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }.