الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىٰ } * { وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَٱلأُولَىٰ } * { فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّىٰ } * { لاَ يَصْلَٰهَآ إِلاَّ ٱلأَشْقَى } * { ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ } * { وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلأَتْقَى } * { ٱلَّذِى يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ } * { وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَىٰ } * { إِلاَّ ٱبْتِغَآءَ وَجْهِ رَبِّهِ ٱلأَعْلَىٰ } * { وَلَسَوْفَ يَرْضَىٰ }

{ إنّ علينا لَلْهُدَى } فيه وجهان:

أحدهما: أن نبيّن سبل الهدى والضلالة قاله يحيى بن سلام.

الثاني: بيان الحلال والحرام، قاله قتادة.

ويحتمل ثالثاً: علينا ثواب هداه الذي هدينا.

{ وإنَّ لنا لَلآخِرةَ والأُولى } فيه وجهان:

أحدهما: ثواب الدنيا والآخرة، قاله الكلبي والفراء.

الثاني: ملك الدنيا وملك الآخرة، قاله مقاتل.

ويحتمل ثالثاً: الله المُجازي في الدنيا والآخرة.

{ فأنذَرْتُكم ناراً تَلَظَّى } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: معناه تتغيظ، قاله الكلبي.

الثاني: تشتعل، قاله مقاتل.

الثالث: تتوهج، قاله مجاهد، وأنشد لعلّي رضي الله عنه:

كأن الملح خالطه إذا ما   تلظّى كالعقيقة في الظلال
{ لا يَصلاها إلا الأشْقَى } أي الشقّي.

{ والذي كذّب وتولّى } فيه وجهان:

أحدهما: كذّب بكتاب الله وتولّى عن طاعة الله، قاله قتادة.

الثاني: كذّب الرسولَ وتولّى عن طاعته.

{ وما لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمةٍ تُجْزَى * إلا ابتغاءَ وجهِ ربِّه الأَعْلَى } فيه وجهان:

أحدهما: وما لأحد عند الله تعالى من نعمة يجازيه بها إلا أن يفعلها ابتغاء وجه ربه فيستحق عليها الجزاء والثواب، قاله قتادة.

الثاني: وما لبلال عند أبي بكر حين اشتراه فأعتقه من الرق وخلّصه من العذاب نعمةٌ سلفت جازاه عليها بذلك إلا ابتغاء وجه ربه وعتقه، قاله ابن عباس وابن مسعود { ولَسوفَ يَرْضَى } يحتمل وجهين:

أحدهما: يرضى بما أعطيه لسعته.

الثاني: يرضى بما أعطيه لقناعته، لأن من قنع بغير عطاء كان أطوع لله.