الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُعْتَدُونَ } * { فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَٰوةَ فَإِخْوَٰنُكُمْ فِي ٱلدِّينِ وَنُفَصِّلُ ٱلأيَـٰتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }

قوله عز وجل { اشْتَرَواْ بَئَايَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً } في آيات الله تعالى ها هنا وجهان:

أحدهما: حججه ودلائله.

والثاني: آيات الله التوراة التي فيها صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والثمن القليل: ما جعلوه من ذلك بدلاً. وفي صفته بالقليل وجهان:

أحدهما: لأنه حرام، والحرام قليل.

والثاني: لأنها من عروض الدنيا التي بقاؤها قليل.

وفيمن أريد بهذه الآية قولان:

أحدهما: أنهم الأعراب الذين جمعهم أبو سفيان على طعامه، وهذا قول مجاهد ومن زعم أن الآيات حجج الله تعالى.

والثاني: أنهم قوم من اليهود دخلوا في العهد ثم رجعوا عنه وهذا قول من زعم أنها آيات التوراة.

{ فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ } يحتمل ثلاثة أوجه:

أحدها: عن دين الله تعالى في المنع منه.

والثاني: عن طاعة الله في الوفاء بالعهد.

والثالث: عن قصد بيت الله حين أحصر بالحديبيّة.