الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَمَّا ٱلإِنسَانُ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّيۤ أَكْرَمَنِ } * { وَأَمَّآ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّيۤ أَهَانَنِ } * { كَلاَّ بَل لاَّ تُكْرِمُونَ ٱلْيَتِيمَ } * { وَلاَ تَحَآضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ } * { وَتَأْكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً } * { وَتُحِبُّونَ ٱلْمَالَ حُبّاً جَمّاً }

{ وتأكُلون التُّراثَ أكْلاً لمّاً } والتراث: الميراث، وفي قوله " لمّاً " أربعة تأويلات:

أحدها: يعني شديداً، قاله السدي.

الثاني: يعني جمعاً، من قولهم لممت الطعام لَمّاً، إذا أكلته جمعاً، قاله الحسن.

الثالث: معناه سفه سفاً، قاله مجاهد.

الرابع: هو أنه إذا أكل مال نفسه ألمّ بمال غيره فأكله، ولا يتفكر فيما أكل من خبيث وطيب، قاله ابن زيد.

ويحتمل خامساً: أنه ألمّ بما حرم عليه ومنع منه.

{ وتُحِبُّونَ المالَ حُبّاً جَمّاً } فيه تأويلان:

أحدهما: يعني كثيراً، قاله ابن عباس، والجمّ الكثير، قال الشاعر:

إنْ تَغْفِر اللهم تغْفِرْ جَمّا   وأيُّ عبدٍ لك لا أَلَمّاً
الثاني: فاحشاً تجمعون حلاله إلى حرامه، قاله الحسن:

ويحتمل ثالثاً: أنه يحب المال حب إجمام له واستبقاء فلا ينتفع به في دين ولا دنيا وهو أسوأ أحوال ذي المال.