الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ } * { لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ } * { فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ } * { لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً } * { فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ } * { فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ } * { وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ } * { وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ } * { وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ }

{ في جَنّةٍ عاليةٍ } فيها وجهان:

أحدهما: أن الجنة أعلى من النار فسميت لذلك عالية، قاله الضحاك.

الثاني: أعالي الجنة وغرقها، لأنها منازل العلو والارتفاع.

فعلى هذا في ارتفاعهم فيها وجهان:

أحدهما: ليلتذوا بالعو والارتفاع.

الثاني: ليشاهدوا ما أعد الله لهم فيها من نعيم.

{ لا تسْمَعُ فيها لاغيةً } قال الفراء والأخفش: أي لا تسمع فيها كلمة لغو وفي المراد بها سبعة أقاويل:

أحدها: يعني كذباً، قاله ابن عباس.

الثاني: الإثم، قاله قتادة.

الثالث: أنه الشتم، قاله مجاهد.

الرابع: الباطل، قاله يحيى بن سلام.

الخامس: المعصية، قاله الحسن.

السادس: الحلف فلا تسمع في الجنة حالف يمين برة ولا فاجرة، قاله الكلبي.

السابع: لا يسمع في كلامهم كلمة تلغى، لأن أهل الجنة لا يتكلمون إلا بالحكمة وحمد الله على ما رزقهم، قاله الفراء.

{ فيها سُرُرٌ مرفوعةٌ } والسرر جمع سرير، وهو مشتق من السرور وفي وصفها بأنها مرفوعة ثلاثة أوجه:

أحدها: لأن بعضها مرفوع فوق بعض.

الثاني: مرفوعة في أنفسهم لجلالتها وحبهم لها، قاله الفراء.

الثالث: أنها مرفوعة المكان لارتفاعها وعلوها.

فعلى هذا في وصفها بالعلو والارتفاع وجهان:

أحدهما: ليلتذ أهلها بارتفاعها، قاله ابن شجرة.

الثاني: ليشاهدوا بارتفاعهم ما أُعطوه من مُلك وأُوتوه من نعيم، قاله ابن عيسى.

فأما قوله { وأكوابٌ موضوعةٌ } فالأكواب: الأواني، وقد مضى القول في تفسيرها.

وفي قوله " موضوعة " وجهان:

أحدهما: في أيديهم للاستمتاع بالنظر إليها لأنها من ذهب وفضة.

الثاني: يعني أنها مستعملة على الدوام، لاستدامة شربهم منها، قاله المفضل.

{ ونمارقُ مَصْفوفَةٌ } فيه وجهان:

أحدهما: الوسائد، واحدها نمرقة، قاله قتادة.

الثاني: المرافق، قاله ابن أبي طلحة، قال الشاعر:

وريم أحمّ المقلتين محبّب   زرابيُّه مبثوثةٌ ونمارِقُه
{ وزرابيُّ مْبْثوثةٌ } فيها وجهان:

أحدهما: هي البسط الفاخرة، قاله ابن عيسى.

الثاني: هي الطنافس المخملة، قاله الكلبي والفراء.

وفي " المبثوثة " أربعة أوجه:

أحدها: مبسوطة، قاله قتادة.

الثاني: بعضها فوق بعض، قاله عكرمة.

الثالث: الكثيرة، قاله الفراء.

الرابع: المتفرقة، قاله ابن قتيبة.