الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ } * { يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ } * { وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ } * { وَصَٰحِبَتِهِ وَبَنِيهِ } * { لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } * { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ } * { ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ } * { وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ } * { تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ } * { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَفَرَةُ ٱلْفَجَرَةُ }

{ فإذا جاءَتِ الصّاخّةُ } فيها قولان:

أحدهما: أنها النفخة الثانية التي يصيخ الخلق لاستماعها، قاله الحسن، ومنه قول الشاعر:

يُصِيخُ للنْبأَة أَسْماعه   إصاخَةَ الناشدِ للمُنْشِد
الثاني: أنه اسم من أسماء القيامة، لإصاخة الخلق إليها من الفزع، قاله ابن عباس.

{ يوم يَفِرُّ المرءُ مِن أخيه وأُمِّه وابيه وصاحِبتِه وبنيه } وفي فراره منهم ثلاثة أوجه:

أحدها: حذراً من مطالبتهم إياه للتبعات التي بينه وبينهم.

الثاني: حتى لا يروا عذابه.

الثالث: لاشتغاله بنفسه، كما قال تعالى بعده:

{ لكل امرىء منهم يومئذ شأنٌ يُغْنِيهِ } أي يشغله عن غيره.

{ وجوهٌ يومئذٍ مُسفِرةٌ } فيه وجهان:

أحدهما: مشرقة.

الثاني: فرحة، حكاه السدي.

{ ضَاحكةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ } يحتمل وجهين:

أحدهما: ضاحكة من مسرة القلب.

الثاني: ضاحكة من الكفار شماتة وغيظاً، مستبشرة بأنفسها مسرة وفرحاً.

{ ووجوهٌ يومَئذٍ عليها غبرَةٌ } يحتمل وجهين:

أحدهما: أنه غبار جعل شيناً لهم ليتميزوا به فيعرفوا.

الثاني: أنه كناية عن كمد وجوههم بالحزن حتى صارت كالغبرة.

{ ترْهقُها قَتَرةٌ } فيه خمسة أقاويل:

أحدها: تغشاها ذلة وشدة، قاله ابن عباس.

الثاني: خزي، قال مجاهد.

الثالث: سواد، قاله عطاء.

الرابع: غبار، قاله السدي، وقال ابن زيد: القترة ما ارتفعت إلى السماء والغبرة: ما انحطت إلى الأرض.

الخامس: كسوف الوجه، قاله الكلبي ومقاتل.

{ أولئك هم الكَفَرَةُ الفَجرَةُ } يحتمل جمعه بينهما وجهين:

أحدهما: أنهم الكفرة في حقوق الله، الفجرة في حقوق العباد.

الثاني: لأنهم الكفرة في أديانهم، الفجرة في أفعالهم.