الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ قُتِلَ ٱلإِنسَانُ مَآ أَكْفَرَهُ } * { مِنْ أَيِّ شَيءٍ خَلَقَهُ } * { مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ } * { ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ يَسَّرَهُ } * { ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ } * { ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ } * { كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُ } * { فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ } * { أَنَّا صَبَبْنَا ٱلْمَآءَ صَبّاً } * { ثُمَّ شَقَقْنَا ٱلأَرْضَ شَقّاً } * { فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً } * { وَعِنَباً وَقَضْباً } * { وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً } * { وَحَدَآئِقَ غُلْباً } * { وَفَاكِهَةً وَأَبّاً } * { مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ }

{ قُتِلَ الإنسانُ ما أكْفَرَه } في " قتل " وجهان:

أحدهما: عُذِّب.

الثاني: لعن.

وفي " الإنسان " ثلاثة أقاويل:

أحدها: أنه إشارة إلى كل كافر، قاله مجاهد.

الثاني: أنه أمية بن خلف، قاله الضحاك.

الثالث: أنه عتبة بن أبي لهب حين قال: إني كفرت برب النجم إذا هوى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اللَّهم سلّطْ عليه كلبك " فأخذه الأسد في طريق الشام، قاله ابن جريج والكلبي.

وفي " ما أكْفَرَه " ثلاثة أوجه:

أحدها: أن " ما " تعجب، وعادة العرب إذا تعجبوا من شيء قالوا قاتله الله ما أحسنه، وأخزاه الله ما أظلمه، والمعنى: أعجبوا من كفر الإنسان لجميع ما ذكرنا بعد هذا.

الثاني: أي شيء أكفره، على وجه الاستفهام، قاله السدي ويحيى بن سلام.

الثالث: ما ألعنه، قاله قتادة.

{ ثم السبيلَ يَسّرَهُ } فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: خروجه من بطن أمه، قاله عكرمة والضحاك.

الثاني: سبيل السعادة والشقاوة، قاله مجاهد.

الثالث: سبيل الهدى والضلالة، قاله الحسن.

ويحتمل رابعاً: سبيل منافعه ومضاره.

{ ثُمَّ أَماتَهُ فأَقْبَرَهُ } فيه قولان:

أحدهما: جعله ذا قبر يدفن فيه، قاله الطبري، قال الأعشى:

لو أسْنَدَتْ مَيْتاً إلى نَحْرِها   عاشَ ولم يُنْقلْ إلى قابر
الثاني: جعل من يقبره ويواريه، قاله يحيى بن سلام.

{ ثُمَّ إذا شاءَ أَنشَرَهُ } يعني أحياه، قال الأعشى:
حتى يقولَ الناسُ مما رأوْا   يا عجباً للميّت الناشِرِ
{ كلاّ لّما يَقْضِ ما أَمَرَهُ } فيه قولان:

أحدهما: أنه الكافر لم يفعل ما أمر به من الطاعة والإيمان، قاله يحيى بن سلام.

الثاني: أنه على العموم في المسلم والكافر، قال مجاهد: لا يقضي أحد أبداً ما افترض عليه، وكلاّ ها هنا لتكرير النفي وهي موضوعة للرد.

ويحتمل وجه حمله على العموم أن الكافر لا يقضيه عمراً، والمؤمن لا يقضيه شهراً.

{ فَلْيَنظُرِ الإنسانُ إلى طَعامِه } فيه وجهان:

أحدهما: إلى طعامه الذي يأكله وتحيا نفسه به، من أي شيء كان، قاله يحيى.

الثاني: ما يخرج منه أي شيء كان؟ ثم كيف صار بعد حفظ الحياة وموت الجسد.

قال الحسن: إن ملكاً يثني رقبة ابن آدم إذا جلس على الخلاء لينظر ما يخرج منه.

ويحتمل إغراؤه بالنظر إلى وجهين:

أحدهما: ليعلم أنه محل الأقذار فلا يطغى.

الثاني: ليستدل على استحالة الأجسام فلا ينسى.

{ أنّا صَبَبْنا الماءَ صبّاً } يعني المطر.

{ ثم شَقَقْنا الأرضَ شقّاً } يعني بالنبات.

{ فَأَنْبَتْنَا فيها حَبّاً * وَعِنَباً وَقَضْباً } والقضب: القت والعلق سمي بذلك لقضبه بعد ظهوره.

السابقالتالي
2