الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱذْكُرُوۤاْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي ٱلأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ ٱلنَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

قوله عز وجل: { وَاذْكُرُواْ إذْ أنتُم قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأرْضِ } يريد بذلك قلتهم إذ كانوا بمكة وذلتهم باستضعاف قريش لهم.

وفي هذا القول وجهان:

أحدهما: أن الله ذكّرهم بذلك نعمه عليهم.

والثاني: الإخبار بصدق وعده لهم.

{ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ } فيه قولان:

أحدهما: يعني بالناس كفار قريش، قاله عكرمة وقتادة.

والثاني: فارس والروم، قاله وهب بن منبه.

ثم بيّن ما أنعم به عليهم فقال { فَئَاوَاكُمْ } وفيه وجهان:

أحدهما: أي جعل لكم مأوى تسكنون فيه آمنين.

والثاني: فآواكم بالهجرة إلى المدينة، قاله السدي.

{ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ } أي قواكم بنصره لكم على أعدائكم يوم بدر.

{ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ } يعني من الحلال، وفيه قولان:

أحدهما: ما مكنكم فيه من الخيرات.

والثاني: ما أباحكم من الغنائم، قاله السدي.

وقال الكلبي ومقاتل: نزلت هذه الآية في المهاجرين خاصة بعد بدر.