الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً } * { حَدَآئِقَ وَأَعْنَاباً } * { وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً } * { وَكَأْساً دِهَاقاً } * { لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ كِذَّاباً } * { جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَاباً }

{ إنّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً } فيه وجهان:

أحدهما: نجاة من شرها، قاله ابن عباس.

الثاني: فازوا بأن نجوا من النار بالجنة، ومن العذاب بالرحمة،قاله قتادة، وتحقيق هذا التأويل أنه الخلاص من الهلاك، ولذلك قيل للفلاة إذا قل ماؤها مفازة تفاؤلاً بالخلاص منها.

{ وكَواعِبَ أَتْراباً } في الكواعب قولان:

أحدهما: النواهد، قاله ابن عباس.

الثاني: العذارى، قاله الضحاك، ومنه قول قيس بن عاصم:

وكم مِن حَصانٍ قد حَويْنا كريمةٍ   ومِن كاعبٍ لم تَدْرِ ما البؤسُ مُعْصر
وفي الاتراب أربعة أقاويل:

أحدها: الأقران، قاله ابن عباس.

الثاني: الأمثال، قاله مجاهد.

الثالث: المتصافيات، قاله عكرمة.

الرابع: المتآخيات، قاله السدي.

{ وكأساً دِهاقاً } فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: مملوءة، قاله ابن عباس، ومنه قول الشاعر:

أتانا عامرٌ يَبْغي قِرانا   فأَتْرَعنا له كأساً دِهاقاً
الثاني: متتابعة يتبع بعضها بعضاً، قاله عكرمة.

الثالث: صافية، رواه عمر بن عطاء، قال الشاعر:

لأنْتِ آلى الفؤادِ أَحَبُّ قُرْباً   مِن الصّادي إلى كأسٍ دِهَاقِ.
{ لا يَسْمعونَ فيها لَغْواً ولا كِذّاباً } في اللغو ها هنا أربعة أقاويل:

أحدها الباطل، قاله ابن عباس.

الثاني: الحلف عند شربها، قاله السدي.

الثالث: الشتم، قاله مجاهد.

الرابع: المعصية، قاله الحسن.

وفي " كِذّاباً " ثلاثة أقاويل:

أحدهاك لا يكذب بعضهم بعضاً، قاله سعيد بن جبير.

الثاني: أنه الخصومة، قاله الحسن.

الثالث: أنه المأثم، قاله قتادة.

وفي قوله { لا يَسْمَعونَ فيها } وجهان:

أحدهما: في الجنة، قاله مجاهد.

الثاني: في شرب الخمر، قاله يحيى بن سلام.

{ جزاءً من ربكَ عَطاءً حِساباً } فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: كافياً، قاله الكلبي.

الثاني: كثيراً، قاله قتادة.

الثالث: حساباً لما عملوا، فالحساب بمعنى العد.