الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ } * { عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلْعَظِيمِ } * { ٱلَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ } * { كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ } * { ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ } * { أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ مِهَٰداً } * { وَٱلْجِبَالَ أَوْتَاداً } * { وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً } * { وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً } * { وَجَعَلْنَا ٱلَّيلَ لِبَاساً } * { وَجَعَلْنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشاً } * { وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً } * { وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً } * { وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلْمُعْصِرَاتِ مَآءً ثَجَّاجاً } * { لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً } * { وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً }

قوله تعالى { عَمَّ يتساءَلونَ عن النبإ العَظيمِ } يعني عن أي شيء يتساءل المشركون؟ لأن قريشاً حيث بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت تجادل وتَختصم في الذي دعا إليه.

وفي { النبأ العظيم } أربعة أقاويل:

أحدها: القرآن، قاله مجاهد.

الثاني: يوم القيامة، قاله ابن زيد.

الثالث: البعث بعد الموت، قاله قتادة.

الرابع: عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم.

{ الذي هُمْ فيه مُختَلِفَونَ } هو البعث، فأما الموت فلم يختلفوا فيه، وفيه قولان:

أحدهما: أنه اختلف فيه المشركون من بين مصدق منهم ومكذب، قاله قتادة.

الثاني: اختلف فيه المسلمون والمشركون، فصدّق به المسلمون وكذّب به المشركون، قاله يحيى بن سلام.

{ كَلاَّ سيعْلَمون ثم كلا سيعلمون } فيه قولان:

أحدهما: أنه وعيد بعد وعيد للكفار، قاله الحسن، فالأول: كلا سيعلمون ما ينالهم من العذاب في القيامة، والثاني: كلا سيعلمون ما ينالهم من العذاب في جهنم.

القول الثاني: أن الأول للكفار فيما ينالهم من العذاب في النار، والثاني للمؤمنين فيما ينالهم من الثواب في الجنة، قاله الضحاك.

{ وجَعَلْنا نَوْمَكم سُباتاً } فيه أربعة تأويلات:

أحدها: نعاساً، قاله السدي.

الثاني: سكناً، قاله قتادة.

الثالث: راحة ودعة، ولذلك سمي يوم السبت سبتاً لأنه يوم راحة ودعة، قال أبو جعفر الطبري: يقال سبت الرجل إذا استراح.

الرابع: سُباتا أي قطعاً لأعمالهم، لأن أصل السبات القطع ومنه قولهم سبت الرجل شعره إذا قطعه، قال الأنباري: وسمي يوم السبت لانقطاع الأعمال فيه.

ويحتمل خامساً: أن السبات ما قرت فيه الحواس حتى لم تدرك بها الحس.

{ وجَعَلْنا اللّيلَ لِباساً } فيه وجهان:

أحدهما: سكناً، قاله سعيد بن جبير والسدي.

الثاني: غطاء، لأنه يغطي سواده كما يغطى الثوب لابسه، قاله أبو جعفر الطبري.

{ وجَعَلنا النهارَ مَعاشاً } يعني وقت اكتساب، وهو معاش لأنه يعاش فيه.

ويحتمل ثانياً: أنه زمان العيش واللذة.

{ وجَعَلْنا سِراجاً وَهّاجاً } يعني بالسراج الشمس، وفي الوهّاج أربعة أقاويل:

أحدها: المنير، قاله ابن عباس.

الثاني: المتلألىء، قاله مجاهد.

الثالث: أنه من وهج الحر، قاله الحسن.

الرابع: أنه الوقّاد، الذي يجمع بين الضياء والجمال.

{ وأَنْزَلْنا من المُعْصِراتِ ماءً ثَجّاجاً } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: ان المعصرات الرياح، قاله ابن عباس وعكرمة، قال زيد بن أسلم هي الجنوب.

الثاني: أنها السحاب، قاله سفيان والربيع.

الثالث: أن المعصرات السماء، قاله الحسن وقتادة.

وفي الثجاج قولان:

أحدهما: الكثير قاله ابن زيد.

الثاني: المنصبّ، قاله ابن عباس، وقال عبيد بن الأبرص:

فثجّ أعلاه ثم ارتج أسفلُه   وضاق ذَرْعاً بحمل الماء مُنْصاحِ

السابقالتالي
2