الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } * { ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ } * { لاَّ ظَلِيلٍ وَلاَ يُغْنِي مِنَ ٱللَّهَبِ } * { إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَٱلْقَصْرِ } * { كَأَنَّهُ جِمَٰلَتٌ صُفْرٌ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { هَـٰذَا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ } * { وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ جَمَعْنَٰكُمْ وَٱلأَوَّلِينَ } * { فَإِن كَانَ لَكمُ كَيْدٌ فَكِيدُونِ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ }

{ انْطَلِقوا إلى ظِلٍّ ذي ثلاثِ شُعَبٍ } قيل إن الشعبة تكون فوقه، والشعبة عن يمينه، والشعبة عن شماله، فتحيط به، قاله مجاهد.

الثاني: أن الشعب الثلاث الضريع والزقوم والغسلين، قاله الضحاك.

ويحتمل ثالثاً: أن الثلاث الشعب: اللهب والشرر والدخان، لأنه ثلاثة أحوال هي غاية أوصاف النار إذا اضطرمت واشتدت.

{ لا ظَليلٍ } في دفع الأذى عنه.

{ ولا يُغْني مِن اللّهَب } واللهب ما يعلو عن النار إذا اضطرمت من أحمر وأصفر وأخضر.

{ إنها تَرْمي بِشَرَرٍ كالقَصْرِ } والشرر ما تطاير من قطع النار، وفي قوله " كالقصر " خمسة أوجه.

أحدها: أنه أصول الشجر العظام، قاله الضحاك.

الثاني: كالجبل، قاله مقاتل.

الثالث: القصر من البناء وهو واحد القصور، قاله ابن مسعود.

الرابع: أنها خشبة كان أهل الجاهلية يقصدونها، نحو ثلاثة أذرع، يسمونها القصر، قاله ابن عباس.

الخامس: أنها أعناق الدواب، قاله قتادة.

ويحتمل وجهاً سادساً: أن يكون ذلك وصفاً من صفات التعظيم، كنى عنه باسم القصر، لما في النفوس من استعظامه، وإن لم يُردْ به مسمى بعينه.

{ كأنّه جِمالةٌ صُفْرٌ } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: يعني جِمالاً صُفراً وأراد بالصفر السود، سميت صفراً لأن سوادها يضرب إلى الصفرة، وهو قول الحسن ومجاهد وقتادة، قال الشاعر:

تلك خَيْلي منه وتلك رِكابي   هُنّ صُفْرٌ أولادُها كالزبيبِ.
الثاني: أنها قلوس السفن، قاله ابن عباس وسعيد بن جبير.

الثالث: أنها قطع النحاس، وهو مروي عن ابن عباس أيضاً.

وفي تسميتها بالجمالات الصفر وجهان:

أحدهما: لسرعة سيرها.

الثاني: لمتابعة بعضها لبعض.

{ فإنْ كانَ لكم كَيْدٌ فَكِيدُونِ } فيه وجهان:

أحدهما: إن كان لكم حيلة فاحتالوا لأنفسكم، قاله مقاتل.

الثاني: إن استطعتم أن تمتنعوا عني فامتنعوا، وهو معنى قول الكلبي.