الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ نُهْلِكِ ٱلأَوَّلِينَ } * { ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ ٱلآخِرِينَ } * { كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِٱلْمُجْرِمِينَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ } * { فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ } * { إِلَىٰ قَدَرٍ مَّعْلُومٍ } * { فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ ٱلْقَادِرُونَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ كِفَاتاً } * { أَحْيَآءً وَأَمْوٰتاً } * { وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّآءً فُرَاتاً } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ }

{ ألم نُهلِكِ الأوَّلينِ } يعني من العصاة، وفيمن أريد بهم وجهان:

أحدهما: قوم نوح عليه السلام لعموم هلاكهم بالطوفان لأن هلاكهم أشهر وأعم.

الثاني: أنه قوم كل نبي استؤصلوا، لأنه في خصوص الأمم أندر.

{ ثُمّ نُتْبِعُهُم الآخِرينَ } يعني في هلاكهم بالمعصية كالأولين، إما بالسيف وإما بالهلاك.

{ كذلك نَفْعَلُ بالمْجرمين } يحتمل وجهين:

أحدهمأ: أنه تهويل لهلاكهم في الدنيا اعتباراً.

الثاني: أنه إخبار بعذابهم في الآخرة استحقاقاً.

{ أَلمْ نَخْلُقْكُم مِنْ ماءٍ مَهينٍ } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: من صفوة الماء، قاله ابن عباس.

الثاني: من ماء ضعيف، قاله مجاهد وقتادة.

الثالث: من مني سائل، قاله ابن كامل.

{ فَجَعَلْناه في قرارٍ مَكينٍ } فيه وجهان:

أحدهما: قاله وهب بن منبّه في رحم أُمّه لا يؤذيه حَرّ ولا برد.

الثاني: مكين حريز لا يعود فيخرج ولا يبث في الجسد فيدوم، قاله الكلبي.

{ إلى قَدَرٍ مَعْلُومٍِ } إلى يوم ولادته.

{ فقدرنا فنِعْم القادِرون } في قراءة نافع مشددة، وقرأ الباقون مخففة، فمن قرأ بالتخفيف فتأويلها: فملكنا فنعم المالكون. ومن قرأ بالتشديد فتأويلها:

فقضينا فنعم القاضون، وقال الفراء: هما لغتان ومعناهما واحد.

{ ألمْ نجْعَلِ الأرضَ كِفاتاً } فيه أربعة تأويلات:

أحدها: يعني كِنّاً، قاله ابن عباس.

الثاني: غطاء، قاله مجاهد.

الثالث: مجمعاً، قاله المفضل.

الرابع: وعاء قال الصمصامة بن الطرماح:

فأنت اليومَ فوق الأرض حيٌّ   وأنت غداً تَضُمُّكَ من كِفات.
{ أحْياءً وأَمْواتاً } فيه وجهان:

أحدهما: أن الأرض تجمع الناس أحياء على ظهرها وأمواتاً في بطنها، قاله قتادة والشعبي.

الثاني: أن من الأرض أحياء بالعمارة والنبات، وأمواتاً بالجدب والجفاف، وهو أحد قولي مجاهد.