الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْآنَ تَنزِيلاً } * { فَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ ءَاثِماً أَوْ كَفُوراً } * { وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } * { وَمِنَ ٱللَّيْلِ فَٱسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً } * { إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ يُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً } * { نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَآ أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَآ أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً } * { إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً } * { وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً } * { يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحْمَتِهِ وَٱلظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً }

{ ولا تُطِعْ منهم آثِماً أو كَفوراً } قيل إنه عنى أبا جهل، يريد بالآثم المرتكب للمعاصي، وبالكفور الجاحد للنعم.

{ واذكُر اسمَ رَبِّك بُكرَةً وأصيلاً } يعني في أول النهار وآخره، ففي أوله صلاة الصبح، وفي آخره صلاة الظهر والعصر.

{ ومِنَ الليلِ فاسْجدْ له } يعني صلاة المغرب والعشاء الآخرة.

{ وسَبِّحْهُ ليلاً طويلاً } يعني التطوع من الليل.

قال ابن عباس وسفيان: كل تسبيح في القرآن هو صلاة.

{ إنّ هؤلاءِ يُحِبّونَ العاجلةَ } يحتمل في المراد بهم قولين:

أحدهما: أنه أراد بهم اليهود وما كتموه من صفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحة نبوّته. الثاني: أنه أراد المنافقين لاستبطانهم الكفر.

ويحتمل قوله { يحبون العاجلة } وجهين:

أحدهما: أخذ الرشا على ما كتموه إذا قيل إنهم اليهود.

الثاني: طلب الدنيا إذا قيل إنهم المنافقون.

{ ويَذَرُونَ وراءَهم يوماً ثقيلاً } يحتمل وجهين:

أحدهما: ما يحل بهم من القتل والجلاء إذا قيل إنهم اليهود.

الثاني: يوم القيامة إذا قيل إنهم المنافقون.

فعلى هذا يحتمل قوله " ثقيلاً " وجهين:

أحدهما: شدائده وأحواله.

الثاني: للقِصاص من عباده.

{ نحن خَلقْناهم وشَدَدْنا أَسْرَهم } في أسرهم ثلاثة أوجه:

أحدها: يعني مفاصلهم، قاله أبو هريرة.

الثاني: خلقهم، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة قال لبيد:

ساهم الوجه شديد أسْرُه   مشرف الحارك محبوك الكفل.
الثالث: أنه القوة، قاله ابن زيد، قال ابن أحمر في وصف فرس:

يمشي لأوظفةٍ شدادٍ أسْرُها   صُمِّ السنابِك لاتقى بالجَدْجَدِ.
ويحتمل هذا القول منه تعالى وجهين:

أحدهما: امتناناً عليهم بالنعم حين قابلوها بالمعصية.

الثاني: تخويفاً لهمن بسلب النعم.

{ وإذا شئنا بدّلْنا أمثالَهم تبديلاً } يحتمل وجهين:

أحدهما: أمثال من كفر بالنعم وشكرها.

الثاني: من كفر بالرسل بمن يؤمن بها.

{ إنّ هذه تَذْكِرةٌ } يحتمل بالمراد بـ " هذه " وجهين:

أحدهما: هذه السورة.

الثاني: هذه الخلقة التي خلق الإنسان عليها.

ويحتمل قوله " تذكرة " وجهين:

أحدهما: إذكار ما غفلت عنه عقولهم.

الثاني: موعظة بما تؤول إليه أمورهم.

{ فَمَنْ شاءَ اتَخَذَ إلى ربِّه سَبيلاً } يحتمل وجهين:

أحدهما: طريقاً إلى خلاصه.

الثاني: وسيلة إلى جنته.