الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } * { وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً } * { وَبَنِينَ شُهُوداً } * { وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً } * { ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ } * { كَلاَّ إِنَّهُ كان لآيَاتِنَا عَنِيداً } * { سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً } * { إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ } * { فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ } * { ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ } * { ثُمَّ نَظَرَ } * { ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ } * { ثُمَّ أَدْبَرَ وَٱسْتَكْبَرَ } * { فَقَالَ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ } * { إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ قَوْلُ ٱلْبَشَرِ } * { سَأُصْلِيهِ سَقَرَ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ } * { لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ } * { لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ } * { عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ }

{ ذرْني ومَنْ خَلَقْتُ وَحيداً } قال المفسرون يعني الوليد بن المغيرة المخزومي وإن كان الناس خلقوا مثل خلقه، وإنما خص بالذكر لاختصاصه بكفر النعمة لأذى الرسول.

وفي قوله تعالى: " وحيداً " تأويلان:

أحدهما: أن الله تفرد بخلقه وحده.

الثاني: خلقه وحيداً في بطن أُمّه لا مال له ولا ولد، قاله مجاهد، فعلى هذا الوجه في المراد بخلقه وحيداً وجهان:

أحدهما: أن يعلم به قدر النعمةعليه فيما أعطي من المال والولد.

الثاني: أن يدله بذلك على أنه يبعث وحيداً كما خلق وحيداً.

{ وجَعَلْتُ له مالاً مَمْدوداً } فيه ثمانية أقاويل:

أحدها: ألف دينار، قاله ابن عباس.

الثاني: أربعة الآف دينار، قاله سفيان.

الثالث: ستة الآف دينار، قاله قتادة.

الرابع: مائة ألف دينار، قاله مجاهد.

الخامس: أنها أرض يقال لها ميثاق، وهذا مروي عن مجاهد أيضاً.

السادس: أنها غلة شهر بشهر، قاله عمر رضي الله عنه.

السابع: أنه الذي لا ينقطع شتاء ولا صيفاً، قاله السدي.

الثامن: أنها الأنعام التي يمتد سيرها في أقطار الأرض للمرعى والسعة، قاله ابن بحر.

ويحتمل تاسعاً: أن سيتوعب وجوه المكاسب فيجمع بين زيادة الزراعة وكسب التجارة ونتاج المواشي فيمد بعضها ببعض لأن لكل مكسب وقتاً.

ويحتمل عاشراً: أنه الذي يتكون نماؤه من أصله كالنخل والشجر.

{ وبَنينَ شُهوداً } اختلف في عددهم على ثلاثة أقاويل:

أحدها: أنهم كانوا عشرة، قاله السدي.

الثاني: قال الضحاك: كان له سبعة ولدوا بمكة، وخمسة ولدوا بالطائف.

الثالث: أنهم كانوا ثلاثة عشر رجلاً، قاله ابن جبير.

وفي قوله " شهوداً " ثلاثة تأويلات:

أحدها: أنهم حضور معه لا يغيبون عنه، قاله السدي.

الثاني: أنه إذا ذكر ذكروا معه، قاله ابن عباس.

الثالث: أنهم كلهم رب بيت، قاله ابن جبير.

ويحتمل رابعاً: أنهم قد صاروا مثله من شهود ما كان يشهده، والقيام بما كان يباشره.

{ ومَهّدْت له تَمْهيداً } فيه وجهان:

أحدها: مهدت له من المال والولد، قاله مجاهد.

الثاني: مهدت له الرياسة في قومه، قاله ابن شجرة.

ويحتمل ثالثاً: أنه مهد له الأمر في وطنه حتى لا ينزعج عنه بخوف ولا حاجة.

{ ثم يَطْمَعُ أنْ أَزيدَ } فيه وجهان:

أحدهما: ثم يطمع أن أدخله الجنة، كلاّ، قاله الحسن.

الثاني: أن أزيده من المال والولد " كلاّ " قال ابن عباس:

فلم يزل النقصان في ماله وولده.

ويحتمل وجهاً ثالثاً: ثم يطمع أن أنصره على كفره.

{ كلاّ إنه كان لآياتِنَا عَنيداً } في المراد " بآياتنا " ثلاثة أقاويل:

أحدها: القرآن، قاله ابن جبير.

السابقالتالي
2 3 4