{ عالِمُ الغيْب } فيه أربعة أوجه: أحدها: عالم السر، قاله ابن عباس. الثاني: ما لم تروه مما غاب عنكم، قاله الحسن. الثالث: أن الغيب القرآن، قاله ابن زيد. الرابع: أن الغيب القيامة وما يكون فيها، حكاه ابن أبي حاتم. { فلا يُظْهِرُ على غيْبه أَحَداً، إلا من ارتضى من رسول } فيه ثلاثة أوجه: أحدها: إلا من ارتضى من رسول الله هو جبريل، قاله ابن جبير. الثاني: إلا من ارتضى من نبي فيما يطلعه عليه من غيب، قاله قتادة. { فإنه يَسْلُكُ مِن بَيْن يَدَيْه ومِنْ خَلْفه رَصَداً } فيه قولان: أحدهما: الطريق، ويكون معناه فإنه يجعل له إلى علم بعض ما كان قبله وما يكون بعده طريقاً، قاله ابن بحر. الثاني: أن الرصد الملائكة، وفيهم ثلاثة أقاويل: أحدها: أنهم حفظة يحفظون النبي صلى الله عليه وسلم من الجن والشياطين من أمامه وورائه، قاله ابن عباس وابن زيد، قال قتادة: هم أربعة. الثاني: أنهم يحفظون الوحي فما جاء من الله قالوا إنه من عند الله، وما ألقاه الشيطان قالوا إنه من الشيطان، قاله السدي. الثالث: يحفظون جبريل إذا نزل بالوحي من السماء أن يسمعه الجن إذا استرقوا السمع ليلقوه إلى كهنتهم قبل أن يبلغه الرسول إلى أمته، قاله الفراء. { ليعْلَمَ أنْ قد أبْلَغوا رسالاتِ ربِّهم } فيه خمسة أوجه: أحدها: ليعلم محمد أن قد بلغ جبريل إليه رسالات ربه، قاله ابن جبير، وقال: ما نزل جبريل بشيء من الوحي إلا ومعه أربعة من الملائكة. الثاني: ليعلم محمد أن الرسل قبله قد بلغت رسالات الله وحفظت، قاله قتادة. الثالث: ليعلم من كذب الرسل أن الرسل قد بلغت عن ربها ما أمرت به، قاله مجاهد. الرابع: ليعلم الجن أن الرسل قد بلغوا ما أنزل الله عليهم، ولم يكونوا هم المبلغين باستراق السمع عليهم، قاله ابن قتيبة. الخامس: ليعلم الله أن رسله قد بلغوا عنه رسالاته، لأنبيائه، قاله الزجاج. { وأحاط بما لديهم } قال ابن جريج: أحاط علماً. { وأحْصى كُلَّ شيءٍ عَدَداً } يعني من خلقه الذي يعزب إحصاؤه عن غيره.