الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ مِّمَّا خَطِيۤئَاتِهِمْ أُغْرِقُواْ فَأُدْخِلُواْ نَاراً فَلَمْ يَجِدُواْ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَنصَاراً } * { وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ دَيَّاراً } * { إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوۤاْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً } * { رَّبِّ ٱغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَلاَ تَزِدِ ٱلظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَاراً }

{ وقال نوحٌ ربِّ لا تَذَرْ على الأرضِ مِنَ الكافرين دَيّارا } اختلفوا في سبب دعاء نوح على قومه بهذا على قولين:

أحدهما: أنه لما نزلت عليه قوله تعالى:لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن } [هود:36] دعا عليهم بهذا الدعاء، قاله قتادة.

الثاني: أن رجلاً من قومه حمل ولده صغيراً على كتفه، فمر بنوح، فقال لابنه:

إحذر هذا فإنه يضلك فقال: يا أبت أنزلني فأنزله فرماه فشجّهُ، فحينئذٍ غضب نوح ودعا عليهم.

وفي قوله { ديّاراً } وجهان:

أحدهما: أحداً، قاله الضحاك.

الثاني: من يسكن الديار، قاله السدي.

{ ربِّ اغْفِرْ لي ولوالدّيّ } فيه قولان:

أحدهما: أنه أراد أباه، واسمه لمك، وأمه واسمها منجل، وكانا مؤمنين، قاله الحسن.

الثاني: أنه أراد أباه وجده، قاله سعيد بن جبير.

{ ولمن دَخَل بَيْتِيِ مُؤْمِناً } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: يعني صديقي الداخل إلى منزلي، قاله ابن عباس.

الثاني: من دخل مسجدي، قاله الضحاك.

الثالث: من دخل في ديني، قاله جويبر.

{ وللمؤمنين والمؤمنات } فيه قولان:

أحدهما: أنه أراد من قومه.

الثاني: من جميع الخلق إلى قيام الساعة، قاله الضحاك.

{ ولا تَزِدِ الظالمينَ } يعني الكافرين.

{ إلا تباراً } فيه وجهان:

أحدهما: هلاكاً.

الثاني: خساراً، حكاهما السدي.