الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } * { وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـۤئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ }

قوله عز وجل: { وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ } فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: أن الوزن ها هنا هو القضاء بالحق، أي بالعدل، قاله مجاهد.

والثاني: أنه موازنة الحسنات والسيئات بعلامات يراها الناس يوم القيامة.

والثالث: أنه موازنة الحسنات والسيئات بميزان له كفتان، قاله الحسن وطائفة.

واختلف من قال بهذا في الذي يوزن على ثلاثة أقاويل:

أحدها: أن الذي يوزن هوالحسنات والسيئات بوضع إحداهما في كفة والأخرى في كفة، قاله الحسن والسدي.

والثاني: أن الذي يوزن صحائف الأعمال، فأما الحسنات والسيئات فهي أعمال، والوزن إنما يمكن في الأجسام، قاله عبد الله بن عمر.

والثالث: أن الذي يوزن هو الإنسان، قال عبيد بن عمير، قال يؤتى بالرجل العظيم الجثة فلا يزن جناح بعوضة.

{ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: معناه فمن قُضي له بالطاعة.

والثاني: معناه فمن كانت كفة حسناته أثقل من كفة سيئاته.

والثالث: معناه فمن زادت حسناته على سيئاته.

{ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } يعني بما لهم من الثوب، وبضده إذا خفت.