الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } * { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ ٱلأَنْهَٰرُ وَقَالُواْ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاۤ أَنْ هَدَانَا ٱللَّهُ لَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ وَنُودُوۤاْ أَن تِلْكُمُ ٱلْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }

قوله عز وجل: { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم منْ غِلٍّ... } فيه أربعة أوجه:

أحدها: الأهواء والبدع، قاله سهل بن عبد الله.

والثاني: التباغض والتحاسد.

والثالث: الحقد.

والرابع: نزع من نفوسهم أن يتمنوا ما لغيرهم. وفي نزعه وجهان:

أحدهما: أن الله نزع ذلك من صدورهم بلطفه.

والثاني: ان ما هداهم إليه من الإيمان هو الذي نزعه من صدورهم.

وفي هذا الغل قولان:

أحدهما: أنه غل الجاهلية، قاله الحسن.

والثاني: أنهم لا يتعادون ولا يتحاقدون بعد الإيمان، وقد روي عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال: إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير ممن قال الله فيهم: { وَنََزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ }.

وقيل: إنها نزلت في أهل بدر.

ويحتمل قوله: { وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذا } وجهين:

أحدهما: هدانا لنزع من صدورنا.

والثاني: هدانا لثبوت الإيمان في قلوبنا حتى نزع الغل من صدورنا.

وفيه وجه ثالث: قال جويبر: هدانا لمجاوزة الصراط ودخول الجنة.