الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلإِثْمَ وَٱلْبَغْيَ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }

قوله عز وجل: { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ } فيه وجهان:

أحدهما: أن الفواحش: الزنى خاصة، وما ظهر منها: المناكح الفاسدة، وما بطن: الزنى الصريح.

والثاني: أن الفواحش: جميع المعاصي، وما ظهر منها: أفعال الجوارح، وما بطن: اعتقاد القلوب.

{ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ } فيه وجهان:

أحدهما: أن الإثم الخيانة في الأمور، والبغي: التعدي في النفوس.

والثاني: الإثم: الخمر، والبغي: السكر، قال الشاعر:

شربت الإثم حتى ضَلَّ عقلي   كذاك الإثم تذهب بالعقول
وسمي الخمر بالإثم، والسكر بالبغي لحدوثه عنهما.