الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ يَابَنِيۤ ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُوۤاْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ }

قوله عز وجل: { يَا بِنِي ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمُ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ } فيه أربعة أقاويل:

أحدها: أن ذلك وارد في ستر العورة في الطواف على ما تقدم ذكره، قاله ابن عباس، والحسن، وعطاء، وقتادة، وسعيد بن جبير، وإبراهيم.

والثاني: أنه وارد في ستر العورة في الصلاة، قاله مجاهد، والزجاج.

والثالث: أنه وارد في التزين بأجمل اللباس في الجمع والأعياد.

والرابع: أنه أراد به المشط لتسريح اللحية.

{ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ } يعني ما أحله الله لكم.

ويحتمل أن يكون هذا أمر بالتوسع في الأعياد.

{ وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسُرِفِينَ } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: لا تسرفوا في التحريم، قاله السدي.

والثاني: معناه لا تأكلوا حراماً فإنه إسراف، قاله ابن زيد.

والثالث: لا تسرفوا في أكل ما زاد على الشبع فإنه مضر، وقد جاء في الحديث: " أَصْلُ كُلِّ دَاءٍ البردة " ، يعني التخمة.

ويحتمل تأويلاً رابعاً: لا تسرفوا في الإنفاق.

وقوله: { إِنَّهُ لاَ يحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } يحتمل وجهين:

أحدهما: لا يحب أفعالهم في السرف.

والثاني: لا يحبهم في أنفسهم لأجل السرف.