الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَآ أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا ٱلشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَآ إِنَّ ٱلشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌ مُّبِينٌ } * { قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ }

قوله عز وجل: { فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ } معناه فحطهما بغرور من منزلة الطاعة إلى حال المعصية.

فإن قيل: فهل علما عند أكلهما أنها معصية؟

قيل: لا، لأن إقدامهما عليها مع العلم بأنها معصية يجعلها كبيرة، والأنبياء معصومون من الكبائر، وإنما أقدما عليها لشبهة دخلت عليهما بالغرور.

{ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا } فإن قيل:

فلم بدت لهما سوآتهما ولم تكن بادية لهما من قبل؟

ففي ذلك ثلاثة أجوبة:

أحدها: أنهما كانا مستورين بالطاعة فانكشف الستر عنهما بالمعصية.

والثاني: أنهما كانا مستورين بنور الكرامة فزال عنهما بذلك المهانة.

والثالث: أنهما خرجا بالمعصية من أن يكونا من ساكني الجنة، فزال عنهما ما كانا فيه من الصيانة.

{ وَطَفِقَا يخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ } في { وَطَفِقَا } وجهان:

أحدهما: قاما يخصفان، قاله ابن بحر.

والثاني: جعلا يخصفان، أي قطعان.

{ مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ } وفيه قولان:

أحدهما: ورق الموز.

والثاني: ورق التين، قاله ابن عباس.