الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ ٱلشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ } * { وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي ٱلْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ }

قوله عز وجل: { إِنَّ الَّذِينَ اتَّقوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَآئِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ } قرأ نافع وعاصم وابن عامر وحمزة { طَآئِفٌ } ، وقرأ الباقون { طَيْفٌ } واختلف في هاتين القراءتين على قولين:

أحدهما: أن معناهما واحد وإن اختلف اللفظان، فعلى هذا اختلف في تأويل ذلك على أربعة تأويلات:

أحدها: أن الطيف اللمم كالخيال يلم بالإنسان.

والثاني: أنه الوسوسة، قاله أبو عمرو بن العلاء.

والثالث: أنه الغضب، وهو قول مجاهد.

والرابع، أنه الفزع، قاله سعيد بن جبير.

والقول الثاني: أن معنى الطيف والطائف مختلفان، فالطيف اللمم، والطائف كل شيء طاف بالإنسان.

{ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُمْ مُّبْصِرُونَ } فيه وجهان:

أحدهما: علموا فإذا هم منتهون.

والثاني: اعتبروا فإذا هم مهتدون.