الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ خُذِ ٱلْعَفْوَ وَأْمُرْ بِٱلْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْجَاهِلِينَ } * { وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيْطَٰنِ نَزْغٌ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }

قوله عز وجل: { خُذِ الْعَفْوَ } فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: العفو من أخلاق الناس وأعمالهم، قاله ابن الزبير، والحسن، ومجاهد.

الثاني: خذ العفو من أموال المسلمين، وهذا قبل فرض الزكاة ثم نسخ بها، قاله الضحاك والسدي وأحد قولي ابن عباس.

والثالث: خذ العفو من المشركين، وهذا قبل فرض الجهاد، قاله ابن زيد.

{ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ } فيه قولان:

أحدهما: معناه بالمعروف، قاله عروة وقتادة.

والثاني: ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لجبريل حين نزلت عليه هذه الآية { خُذِ الْعَفْوَ وَأَْمُرْ بِالْعُرْفِ }: " يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا " قال: لا أدري أسأل العالم، قال " ثُمَّ عَادَ جِبْرِيلُ فَقَالَ " " يا محمد إن ربك يأمرك أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك، وتعفو عمَّن ظلمك " قاله ابن زيد.

{ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } فإن قيل فكيف أمر بالإعراض مع وجوب الإنكار عليهم؟

قيل: إنما أراد الإعراض عن السفهاء استهانة بهم. وهذا وإن كان خطاباً لنبيِّه عليه السلام فهو تأديب لجميع خلقه.

قوله عز وجل: { وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْعٌ } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: أن النزغ الانزعاج.

والثاني: الغضب.

والثالث: الفتنة، قاله مقاتل.

{ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } سميع بجهل من جهل، عليم بما يزيل عنك النزغ.