قوله عز وجل: { يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ } فيه قولان: أحدهما: أن السائل عنها اليهود، قاله ابن عباس. والثاني: أن السائل عنها قريش، قاله الحسن، وقتادة. { أَيَّانَ مُرْسَاهَا } أما { أَيَّانَ } فمعنى متى، ومنه قول الراجز:
أيان تقضي حاجتي أيانا
أما ترى لنجحها أوانا
وأما { مُرْسَاهَا } ففيه ثلاثة أقاويل: أحدها: قيامها، قالها السدي. والثاني: منتهاها، قاله ابن عباس. والثالث: ظهورها، قاله الأخفش. { قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّيِ لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ } لا يعلم وقتها إلا هو، نفياً أن يعلمها غير الله { ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ } فيه ثلاثة تأويلات: أحدها: كبر على أهل السموات والأرض مجيء الساعة، قاله الحسن. والثاني: ثقل عليهم قيام الساعة، قاله السدي. والثالث: معناه عظم وصفها على أهل السموات والأرض، قاله ابن جريج. { لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً } يعني على غفلة لأنه لا يعلمها غير الله، ولم ترد الأخبار عنها من جهة الله فصار مجيئها بغتة وذلك أشد لها كما قال الشاعر:
وأنكأ شيء حين يفجؤك البغتُ
{ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا } فيه تأويلان: أحدهما: معناه عالِمٌ بها، قاله مجاهد، والضحاك، وابن زيد، ومعمر. والثاني: معنى الكلام يسألونك عنها كأن حفي بهم، على التقديم والتأخير، أي كأنك بينك وبينهم مودة توجب برهم، من قوله:{ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً } [مريم: 46] قاله ابن عباس.