الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ يٰمُوسَىٰ إِنِّي ٱصْطَفَيْتُكَ عَلَى ٱلنَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَآ آتَيْتُكَ وَكُنْ مِّنَ ٱلشَّاكِرِينَ } * { وَكَتَبْنَا لَهُ فِي ٱلأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُوْرِيكُمْ دَارَ ٱلْفَاسِقِينَ }

قوله عز وجل: { وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ... } الآية في { وَكَتَبْنَا لَهُ } قولان:

أحدهما: فرضنا، كقوله تعالى:كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ } [البقرة: 183] أي فرض.

والثاني: أنه كتابة خط بالقلم في ألواح أنزلها الله عليه.

واختلفوا في الألواح من أي شيء كانت على أربعة أقاويل:

أحدها: أنها كانت من زمرد أخضر، قاله مجاهد.

والثاني: أنها كانت من ياقوت، قاله ابن جبير.

والثالث: أنها كانت من زبرجد، قاله أبو العالية.

والرابع: قاله الحسن كانت الألواح من خشب، واللوح مأخوذ من أن المعاني تلوح بالكتابة فيه.

وفي قوله: { مِن كُلِّ شَيْءٍ } قولان:

أحدهما: من كل شيء يحتاج إليه في دينه من الحلال والحرام والمباح والمحظور والواجب وغير الواجب.

والثاني: كتب له التوراة فيها من كل شيء من الحكم والعبر.

وفي قوله: { مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً... } تأويلان:

أحدهما: أن الموعظة النواهي، والتفصيل: الأوامر، وهو معنى قول الكلبي.

والثاني: الموعظة: الزواجر، والتفصيل: الأحكام، وهو معنى قول مقاتل.

قال: وكانت سبعة ألواح.

{ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ } فيه أربعة أقاويل:

أحدها: بجد واجتهاد قاله السدي.

والثاني: بطاعة، قاله الربيع بن أنس.

والثالث: بصحة عزيمة، قاله علي بن عيسى.

والرابع: بشكر، قاله جويبر.

{ وَأمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا } لم يقل ذلك لأن فيها غير حسن، وفيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: أن أحسنها: المفروضات، وغير الأحسن: المباحات.

والثاني: أنه الناسخ دون المنسوخ.

والثالث: أن فعل ما أمر به أحسن من ترك ما نهي عنه لأن العمل أثقل من الترك وإن كان طاعة.

{ سَأُرِيكُمْ دَارَ الفَاسِقِينَ } فيها أربعة أقاويل:

أحدها: هي جهنم، قاله الحسن، ومجاهد.

والثاني: هي منازل من هلك بالتكذيب من عاد وثمود والقرون الخالية، لتعتبروا بها وبما صاروا إليه من النكال، قاله قتادة.

والثالث: أنها منازل سكان الشام الجبابرة والعمالقة.

والرابع: أنها دار فرعون وهي مصر.

وقرأ قسامة بن زهير { سَأُوْرِثُكُمْ }.