الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱنْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ } * { وَأَوْرَثْنَا ٱلْقَوْمَ ٱلَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ ٱلأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ٱلَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ ٱلْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ }

قوله عز وجل: { وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ } يحتمل وجهين:

أحدهما: يستقلون.

والثاني: يستذلون وهم بنو إِسرائيل.

{ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا } فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: يريد الشرق والغرب، قاله ابن عيسى.

والثاني: أرض الشام ومصر، قاله الحسن.

والثالث: أرض الشام وحدها شرقها وغربها، قاله قتادة.

{ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا } فيه قولان:

أحدهما: بالخصب.

والثاني: بكثرة الأنهار والأشجار والثمار.

{ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ } فيها قولان:

أحدهما: أن تمام كلمة الحسنى ما وعدهم من هلاك عدوهم واستخلافهم في الأرض بقوله: { عَسَى رَبُّكُم أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُم وَيَسْتَخْلِفَكُم } وسماها الحسنى لأنه وعد بما يحبون.

والثاني: هو قوله تعالى:وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِنَ لَهُم فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ } [القصص: 5،6].

وفي قوله: { بِمَا صَبَرُواْ } وجهان:

أحدهما: بما صبروا على أذى فرعون.

والثاني: بما صبروا على طاعة الله.