الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ } * { وَحُمِلَتِ ٱلأَرْضُ وَٱلْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً } * { فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ } * { وَٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ } * { وَٱلْمَلَكُ عَلَىٰ أَرْجَآئِهَآ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ } * { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ }

{ فيومئذٍ وقَعَتِ الواقعةُ } فيها ثلاثة أقاويل:

أحدها: القيامة.

الثاني: الصيحة.

الثالث: أنها الساعة التي يفنى فيها الخلق.

{ وانْشَقّت السماءُ فهِي يومئذٍ واهيةٌ } في انشقاقها وجهان:

أحدهما: أنها فتحت أبوابها، قاله ابن جريج.

الثاني: أنها تنشق من المجرة،قاله عليّ رضي الله عنه.

وفي قوله " واهية " وجهان:

أحدهما: متخرقة، قاله ابن شجرة، مأخوذ من قولهم وَهَى السقاءُ إذا انخرق، ومن أمثالهم:

خَلِّ سبيلَ مَنْ وَهَى سِقاؤه   ومَن هُريق بالفلاةِ ماؤهُ
أي من كان ضعيف العقل لا يحفظ نفسه.

الثاني: ضعيفه، قاله يحيى بن سلام.

{ والملَكُ على أَرجائها } فيه وجهان:

أحدهما: على أرجاء السماء، ولعله قول مجاهد وقتادة.

الثاني: على أرجاء الدنيا، قاله سعيد بن جبير.

وفي " أرجائها " أربعة أوجه:

أحدها: على جوانبها، قاله سعيد بن جبير.

الثاني: على نواحيها، قاله الضحاك.

الثالث: أبوابها، قاله الحسن.

الرابع: ما استدق منها، قاله الربيع بن أنس.

ووقوف الملائكة على أرجائها لما يؤمرون به فيهم من جنة أو نار.

{ ويَحْمِلُ عَرْشَ ربِّك فوقهم يَومئذٍ ثمانيةُ } يعني أن العرش فوق الثمانية وفيهم ثلاثة أقاويل:

أحدها: ثمانية أملاك من الملائكة، قاله العباس بن عبد المطلب.

الثاني: ثمانية صفوف من الملائكة، قاله ابن جبير.

الثالث: ثمانية أجزاء من تسعة، وهم الكروبيون، قاله ابن عباس، وروى أبو هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: " يحمله اليوم أربعة، وهم يوم القيامة ثمانية ".

وفي قوله { فوقهم } ثلاثة أقاويل:

أحدها: أنهم يحملون العرش فوق رؤوسهم.

الثاني: أن حملة العرش فوق الملائكة الذين على أرجائها.

الثالث: أنهم فوق أهل القيامة.

{ يومئذٍ تُعْرَضونَ } يعني يوم القيامة، روى الحسن عن أبي موسى قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات، أما عرضتان فجدال ومعاذير، وأما الثالثة فعند ذلك تطير الصحف من الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله "

{ لا تَخْفَى منكم خافيةٌ } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: لا يخفى المؤمن من الكافر، ولا البر من الفاجر، قاله عبد اللَّه بن عمرو بن العاص.

الثاني: لا تستتر منكم عورة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " يحشر الناس حفاة عراة "

الثالث: أن خافية بمعنى خفيّة كانوا يخفونها من أعمالهم حكاه ابن شجرة.