الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلْحَاقَّةُ } * { مَا ٱلْحَآقَّةُ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْحَاقَّةُ } * { كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِٱلْقَارِعَةِ } * { فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُواْ بِٱلطَّاغِيَةِ } * { وَأَمَا عَادٌ فَأُهْلِكُواْ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ } * { سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى ٱلْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ } * { فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ } * { وَجَآءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَٱلْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ } * { فَعَصَوْاْ رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً } * { إِنَّا لَمَّا طَغَا ٱلْمَآءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي ٱلْجَارِيَةِ } * { لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَآ أُذُنٌ وَاعِيَةٌ }

قوله تعالى { الحاقّةُ ما الحاقّةُ } فيه قولان:

أحدهما: أنه ما حقّ من الوعد والوعيد بحلوله، وهو معنى قول ابن بحر.

الثاني: أنه القيامة التي يستحق فيها الوعد والوعيد، قاله الجمهور وفي تسميتها بالحاقة ثلاثة أقاويل:

أحدها: ما ذكرنا من استحقاق الوعد والوعيد بالجزاء على الطاعات والمعاصي، وهو معنى قول قتادة ويحيى بن سلام.

الثاني: لأن فيها حقائق الأمور، قاله الكلبي.

الثالث: لأن حقاً على المؤمن أن يخافها.

وقوله " ما الحاقة " تفخيماً لأمرها وتعظيماً لشأنها.

{ وما أدْراكَ ما الحاقّة } قال يحيى بن سلام: بلغني أن كل شىء في القرآن فيه " وما أدراك " فقد أدراه إياه وعلّمه إياه، وكل شيء قال فيه " وما يدريك " فهو ما لم يعلمه إياه.

وفيه وجهان:

أحدهما: وما أدراك ما هذا الاسم، لأنه لم يكن في كلامه ولا كلام قومه، قاله الأصم.

الثاني: وما أدراك ما يكون في الحاقة.

{ كذّبَتْ ثمودُ وعادٌ بالقارعةِ } أما ثمود فقوم صالح كانت منازلهم في الحجر فيما بين الشام والحجاز، قاله محمد بن إسحاق: وهو وادي القرى، وكانوا عرباً.

وأما عاد فقوم هود، وكانت منازلهم بالأحقاف، والأحقاف الرمل بين عُمان إلى حضرموت واليمن كله، وكانوا عرباً ذوي خَلق وبَسطة، ذكره محمد بن إسحاق.

وأما " القارعة " ففيها قولان:

أحدهما: أنها قرعت بصوت كالصيحة، وبضرب كالعذاب، ويجوز أن يكون في الدنيا، ويجوز أن يكون في الآخرة.

الثاني: أن القارعة هي القيامة كالحاقة، وهما اسمان لما كذبت بها ثمود وعاد.

وفي تسميتها بالقارعة قولان:

أحدهما: لأنها تقرع بهولها وشدائدها.

الثاني: أنها مأخوذة من القرعة في رفع قوم وحط آخرين، قاله المبرد.

{ فأمّا ثمودُ فأهلِكوا بالطاغية } فيها خمسة أقاويل:

أحدها: بالصيحة، قاله قتادة.

الثاني: بالصاعقة، قاله الكلبي.

الثالث: بالذنوب، قاله مجاهد.

الرابع: بطغيانهم، قاله الحسن.

الخامس: أن الطاغية عاقر الناقة، قاله ابن زيد.

{ وأمّا عادٌ فأهْلِكوا بريحٍ صَرْصَرٍ عاتيةٍ } روى مجاهد عن ابن عباس قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نُصِرْتُ بالصَّبا وأُهلِكتْ عاد بالدَّبور ".

فأما صرصر ففيها قولان:

أحدهما: أنها الريح الباردة، قاله الضحاك والحسن، مأخوذ من الصر وهو البرد.

الثاني: أنها الشديدة الصوت، قاله مجاهد.

وأما العاتية ففيها ثلاثة أوجه:

أحدها: القاهرة، قاله ابن زيد.

الثاني: المجاوزة لحدها.

الثالث: التي لا تبقى ولا ترقب.

وفي تسميتها عاتية وجهان:

أحدهما: لأنها عتت على القوم بلا رحمة ولا رأفة، قاله ابن عباس.

السابقالتالي
2 3