الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلاَ تُطِعِ ٱلْمُكَذِّبِينَ } * { وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } * { وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ } * { هَمَّازٍ مَّشَّآءٍ بِنَمِيمٍ } * { مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ } * { عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ } * { أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ } * { إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } * { سَنَسِمُهُ عَلَى ٱلْخُرْطُومِ }

{ وَدُّوا لو تُدْهِنُ فَيدْهِنونَ } فيه ستة تأويلات:

أحدها: معناه ودوا لو تكفر فيكفرون، قاله السدي والضحاك.

الثاني: ودوا لو تضعُف فيضعُفون، قاله أبو جعفر.

الثالث: لو تلين فيلينون، قاله الفراء.

الرابع: لو تكذب فيكذبون، قاله الربيع بن أنس.

الخامس: لو ترخص لهم فيرخصون لك، قاله ابن عباس.

السادس: أن تذهب عن هذا الأمر فيذهبون معك، قاله قتادة.

وفي أصل المداهنة وجهان:

أحدهما: مجاملة العدو وممايلته، قال الشاعر:

لبَعْضُ الغَشْم أحزْم أمورٍ   تَنوبُك مِن مداهنةِ العدُوِّ.
الثاني: أنها النفاق وترك المناصحة، قاله المفضل، فهي على هذا الوجه مذمومة، وعلى الوجه الأول غير مذمومة.

{ ولا تُطِعْ كلَّ حَلاَّفٍ مَهينٍ } فيه أربعة أوجه:

أحدها: أنه الكذاب، قاله ابن عباس.

الثاني: الضعيف القلب، قاله مجاهد.

الثالث: أنه المكثار من الشر، قاله قتادة.

الرابع: أنه الذليل بالباطل، قاله ابن شجرة.

ويحتمل خامساً: أنه الذي يهون عليه الحنث.

وفي من نزل ذلك فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: أنها نزلت في الأخنس بن شريق، قاله السدي.

الثاني: الأسود بن عبد يغوث، قاله مجاهد.

الثالث: الوليد بن المغيرة، عرض على النبي صلى الله عليه وسلم مالاً وحلف أن يعطيه إن رجع عن دينه، قاله مقاتل.

{ هَمَّازٍ مَشّاءٍ بِنميمٍ } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: أنه الفتّان الطعان، قاله ابن عباس وقتادة.

الثاني: أنه الذي يلوي شدقيه من وراء الناس، قاله الحسن.

الثالث: أنه الذي يهمزهم بيده ويضربهم دون لسانه، قاله ابن زيد، والأول أشبه لقول الشاعر:

تُدْلي بِوُدٍّ إذا لاقيتني كذباً   وإن أغيبُ فأنت الهامز اللُّمَزة.
{ مشّاءٍ بنميم } فيه وجهان:

أحدهما: الذي ينقل الأحاديث من بعض الناس إلى بعض، قاله قتادة.

الثاني: هو الذي يسعى بالكذب، ومنه قول الشاعر:

ومَوْلى كبيْتِ النمل لا خير عنده   لمولاه إلا سعية بنميم
وفي النميم والنميمة وجهان:

أحدهما: أنهما لغتان، قاله الفراء.

الثاني: أن النميم جمع نميمة.

{ منّاعٍ للخيْرِ } فيه وجهان:

أحدهما: للحقوق من ظلم.

الثاني: الإسلام يمنع الناس منه.

{ عُتُلٍّ بَعْد ذلك زنيمٍ } يعني بعد كونه " منّاعٍ للخيرٍ "

معتدٍ أثيم، هو عتل زنيم، وفيه تسعة أوجه:

أحدها: أن العُتُلّ الفاحش، وهو مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم:

الثاني: أنه القوي في كفره، قاله عكرمة.

الثالث: أنه الوفير الجسم، قاله الحسن وأبو رزين.

الرابع: أنه الجافي الشديد الخصومة بالباطل، قاله الكلبي.

الخامس: أنه الشديد الأسر، قاله مجاهد.

السادس: أنه الباغي، قاله ابن عباس.

السابع: أنه الذي يعتِل الناس، أي يجرهم إلى الحبس أو العذاب، مأخوذ من العتل وهو الجر، ومنه قوله تعالى:

السابقالتالي
2