الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلِلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } * { إِذَآ أُلْقُواْ فِيهَا سَمِعُواْ لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ } * { تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ } * { قَالُواْ بَلَىٰ قَدْ جَآءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ كَبِيرٍ } * { وَقَالُواْ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِيۤ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ } * { فَٱعْتَرَفُواْ بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لأَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ }

{ إذا أُلقُوا فيها } يعني الكفار ألقوا في جهنم.

{ سمعوا لها شهيقاً } فيه قولان:

أحدهما: أن الشهيق من الكفار عند إلقائهم في النار.

الثاني: أن الشهيق لجهنم عند إلقاء الكفار فيها، قال ابن عباس: تشهق إليهم شهقة البغلة للشعير ثم تزفر زفرة لا يبقى أحد إلا خاف.

وفي الشهيق ثلاثة أوجه:

أحدها: أن الشهيق في الصدور، قاله الربيع بن أنس.

الثاني: أنه الصياح، قاله ابن جريج.

الثالث: أن الشهيق هو آخر نهيق الحمار، والزفير مثل أول نهيق الحمار، وقيل إن الزفير من الحلق، والشهيق من الصدر.

{ وهي تفورُ } أي تغلي، ومنه قول الشاعر:

تركتم قِدْرَكم لا شيىءَ فيها   وقِدْرُ القوم حاميةٌ تفورُ
{ تكادُ تَمَيّزُ مِنَ الغَيْظِ... } فيه وجهان:

أحدهما: تنقطع، قاله سعيد بن جبير.

الثاني: تتفرق، قاله ابن عباس والضحاك.

وقوله " من الغيط " فيه ها هنا وجهان:

أحدهما: أنه الغليان، قال الشاعر:

فيا قلب مهلاً وهو غضبان قد غلا   من الغيظ وسط القوم ألا يثبكا
الثاني: أنه الغضب، يعني غضباً على أهل المعاصي وانتقاماً للَّه منهم.

{ ألمْ يأتِكم نَذيرٌ } فيه وجهان:

أحدهما: أن النذر من الجن، والرسل من الإنس، قاله مجاهد.

الثاني: أنهم الرسل والأنبياء، واحدهم نذير، قاله السدي.

{ فسُحْقاً لأصحاب السّعيرٍ } فيه وجهان:

أحدهما: فبعداً لأصحاب السعير يعني جهنم، قاله ابن عباس.

الثاني: أنه وادٍ من جهنم يسمى سحقاً، قاله ابن جبير وأبو صالح، وفي هذا الدعاء إثبات لاستحقاق الوعيد.