{ إنّ الذين يَخْشَوْنَ ربَهم بالغَيْبِ } فيه ستة أوجه: أحدها: أن الغيب اللَّه تعالى وملائكته، قاله أبو العالية. الثاني: الجنة والنار، قاله السدي. الثالث: أنه القرآن، قاله زر بن حبيش. الرابع: أنه الإسلام لأنه يغيب، قاله إسماعيل بن أبي خالد. الخامس: أنه القلب، قاله ابن بحر. السادس: أنه الخلوة إذا خلا بنفسه فذكر ذنبه استغفر ربه، قاله يحيى بن سلام. { لهم مغْفرةٌ } فيه ثلاثة أوجه: أحدها: بالتوبة والاستغفار. الثاني: بخشية ربهم بالغيب. الثالث: لأنهم حلّوا باجتناب الذنوب محل المغفور له. { وأجرٌ كبيرٌ } يعني الجنة. ويحتمل وجهاً آخر: أنه العفو عن العقاب ومضاعفة الثواب. { هو الذي جَعَلَ لكم الأرْضَ ذَلولاً } يعني مذللة سهلة. حكى قتادة عن أبي الجلد: أن الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخ، فللسودان اثنا عشر [ألفاً]، وللروم [ثمانية آلاف]، وللفرس ثلاثة آلاف وللعرب ألف. { فامْشُوا في مَنَاكِبِها } فيه ثلاثة أوجه: أحدها: في جبالها، قاله ابن عباس وقتادة وبشير بن كعب. الثاني: في أطرفاها وفجاجها، قاله مجاهد والسدي. الثالث: في طرفها. ويحتمل رابعاً: في منابت زرعها وأشجارها، قاله الحسن. { وكُلوا مِن رِزْقِهِ } فيه وجهان: أحدهما: مما أحله لكم، قاله الحسن. الثاني: مما أنبته لكم، قاله ابن كامل. { وإليه النشور } أي البعث.