الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِٱلْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } * { وَأَسِرُّواْ قَوْلَكُمْ أَوِ ٱجْهَرُواْ بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } * { أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ } * { هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ ذَلُولاً فَٱمْشُواْ فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ ٱلنُّشُورُ }

{ إنّ الذين يَخْشَوْنَ ربَهم بالغَيْبِ } فيه ستة أوجه:

أحدها: أن الغيب اللَّه تعالى وملائكته، قاله أبو العالية.

الثاني: الجنة والنار، قاله السدي.

الثالث: أنه القرآن، قاله زر بن حبيش.

الرابع: أنه الإسلام لأنه يغيب، قاله إسماعيل بن أبي خالد.

الخامس: أنه القلب، قاله ابن بحر.

السادس: أنه الخلوة إذا خلا بنفسه فذكر ذنبه استغفر ربه، قاله يحيى بن سلام.

{ لهم مغْفرةٌ } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: بالتوبة والاستغفار.

الثاني: بخشية ربهم بالغيب.

الثالث: لأنهم حلّوا باجتناب الذنوب محل المغفور له.

{ وأجرٌ كبيرٌ } يعني الجنة.

ويحتمل وجهاً آخر: أنه العفو عن العقاب ومضاعفة الثواب.

{ هو الذي جَعَلَ لكم الأرْضَ ذَلولاً } يعني مذللة سهلة.

حكى قتادة عن أبي الجلد: أن الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخ، فللسودان اثنا عشر [ألفاً]، وللروم [ثمانية آلاف]، وللفرس ثلاثة آلاف وللعرب ألف. { فامْشُوا في مَنَاكِبِها } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: في جبالها، قاله ابن عباس وقتادة وبشير بن كعب.

الثاني: في أطرفاها وفجاجها، قاله مجاهد والسدي.

الثالث: في طرفها.

ويحتمل رابعاً: في منابت زرعها وأشجارها، قاله الحسن.

{ وكُلوا مِن رِزْقِهِ } فيه وجهان:

أحدهما: مما أحله لكم، قاله الحسن.

الثاني: مما أنبته لكم، قاله ابن كامل.

{ وإليه النشور } أي البعث.