الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ هَـٰذِهِ أَنْعَٰمٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَآ إِلاَّ مَن نَّشَآءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَٰمٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَٰمٌ لاَّ يَذْكُرُونَ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَيْهَا ٱفْتِرَآءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }

قوله عز وجل: { وَقَالُوا هَذِهِ أَنعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ } أي ومنه قوله تعالى:وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً } [الفرقان: 22] أي حراماً، قال الشاعر:

قبت مرتفقاً والعين ساهرة   كأن نومي عليَّ الليل محجور
{ لاَّ يَطْعَمُهَآ إِلاَّ مَن نَّشَآءُ بِزَعْمِهِمْ } قال الكلبي: جعلوها للرجال دون النساء.

وفي الأنعام والحرث التي قالوا إنه لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم قولان.

أحدهما: أن الأنعام التي يحكمون فيها بهذا الحكم عندهم هي البَحِيْرَة والحام خاصة، والحرث ما جعلوه لأوثانهم، قاله الحسن، ومجاهد.

والثاني: أن الأنعام هي ذبائح الأوثان، والحرث ما جعلوه لها.

ثم قال تعالى: { وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا } فيها قولان:

أحدهما: أنها السائبة.

والثاني: أنها التي لا يحجون عليها، قاله أبو وائل.

{ وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا } وهي قربان أوثانهم يذكرون عليها اسم الأوثان، ولا يذكرون عليها اسم الله تعالى.

{ افْتِرَآءً عَلَيْهِ } أي على الله وفيه قولان:

أحدهما: أن إضافتهم ذلك إلى الله هو الافتراء عليه.

والثاني: أن ذكرهم أسماء أوثانهم عند الذبيحة بدلاً من اسم الله هو الافتراء عليه.