الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَذٰلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَٰدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُواْ عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ }

قوله عز وجل: { وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ } أما شركاؤهم ها هنا ففيهم أربعة أقاويل:

أحدها: الشياطين، قاله الحسن، ومجاهد، والسدي.

والثاني: أنهم قوم كانوا يخدمون الأوثان، قاله الفراء، والزجاج.

والثالث: أنهم الغواة من الناس.

وفي الذي زينوه لهم من قتل أولادهم قولان:

أحدهما: أنه كان أحدهم يحلف إن وُلِدَ له كذا وكذا غلام ان ينحر أحدهم كما حلف عبد المطلب في نحر ابنه عبد الله، قاله الكلبي.

والثاني: أنه وَأَدُ البنات أحياءً خِيْفَة الفقر، قاله مجاهد.

{ لِيُرْدُوهُمْ } أي ليهلكوهم، ومنه قوله تعالى:وَمَا يُغْنِي عَنهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى } [الليل: 11] يعني إذا هلك.

وفي ذلك وجهان: أحدهما: أنهم قصدوا أن يردوهم بذلك كما قصدوا إغواءَهم.

والثاني: أنهم لم يقصدوا ذلك وإنما آلَ إليه فصارت.

هذه لام العاقبة كقوله:فَالْتَقَطَهُ ءَالُ فِرْعَونَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً } [القصص: 8] لأن عاقبته صارت كذلك وإن لم يقصدوها.