الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهَـٰذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً قَدْ فَصَّلْنَا ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ } * { لَهُمْ دَارُ ٱلسَّلَٰمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

قوله عز وجل: { وَهَذا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً } قد ذكرنا أن الصراط هو الطريق، ومنه قول عامر ابن الطفيل:

شحنا أرضهم بالخيل حتى   تركناهم أذل من الصراط
وفيه ها هنا قولان:

أحدهما: يريد أن الإِسلام هو الصراط المستقيم إلى الله تعالى، قاله الكلبي.

والثاني: يريد أن ما في القرآن من البيان هو الصراط المستقيم.

{ قَدْ فَصَّلْنَا } يحتمل وجهين:

أحدهما: بيَّنَّا.

والثاني: ميَّزنا.

قوله عز وجل: { لَهُم دَارُ السَّلامِ عِندَ رَبِّهِمْ } وهي الجنة، وفي تسميتها دار السلام وجهان:

أحدهما: لأنها دار السلامة الدائمة من كل آفة، قاله الزجاج.

والثاني: أن السلام هو الله، والجنة داره، فلذلك سُمِّيَتْ دار السلام، وهذا معنى قول الحسن، والسدي.

وفي قوله: { عِندَ رَبِّهِمْ } وجهان:

أحدهما: أن دار السلام عند ربهم في الآخرة لأنها أخص به.

والثاني: معناه أن لهم عن ربهم أن ينزلهم دار السلام.

{ وُهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } يحتمل وجهين:

أحدهما: وهو ناصرهم في الدنيا على إيمانهم.

والثاني: وهو المتولِّي لثوابهم في الآخرة على أعمالهم.