الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } * { وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } * { لاَ يَسْتَوِيۤ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ وَأَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ }

{ يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله } روى معن أو عون ابن مسعود أن رجلاً أتاه فقال: اعهد لي، فقال: إذا سمعت الله يقول: { يأيها الين ءامنوا } فأرعها سمعك فإنه خير تؤمر به أو شر تنهى عنه.

وفي هذه التقوى وجهان:

أحدهما: اجتناب المنافقين.

الثاني: هو اتقاء الشبهات.

{ ولتنظر نفس ما قدمت لغد } قال ابن زيد: ما قدمت من خير أو شر.

{ لغد } يعني يوم القيامة والأمس: الدنيا. قال قتادة: إن ربكم قدم الساعة حتى جعلها لغد.

{ واتقوا الله } في هذه التقوى وجهان:

أحدهما: أنها تأكيد للأولى.

والثاني: أن المقصود بها مختلف وفيه وجهان:

أحدهما: أن الأولى التوبة مما مضى من الذنوب، والثانية اتقاء المعاصي في المستقبل.

الثاني: أن الأولى فيما تقدم لغد، الثانية فيما يكون منكم.

{ إن الله خبير بما تعملون } فيه وجهان:

أحدهما: أن الله خبير بعملكم.

الثاني: خبير بكم عليم بما يكون منكم، وهو معنى قول سعيد بن جبير.

{ ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم } فيه أربعة أوجه:

أحدها: نسوا الله أي تركوا أمر الله، فأنساهم أنفسهم أن يعملوا لها خيراً، قاله ابن حبان.

الثاني: نسوا حق الله فأنساهم حق أنفسهم، قاله سفيان.

الثالث: نسوا الله بترك شكره وتعظيمه فأنساهم أنفسهم بالعذاب أن يذكر بعضهم بعضاً، حكاه ابن عيسى.

الرابع: نسوا الله عند الذنوب فأنساهم أنفسهم عند التوبة، قاله سهل.

ويحتمل خامساً: نسوا الله في الرخاء فأنساهم أنفسهم في الشدائد.

{ أولئك هم الفاسقون } فيه تأويلان:

أحدهما: العاصون: قاله ابن جبير.

الثاني: الكاذبون، قاله ابن زيد.

{ لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة } يحتمل وجهين:

أحدهما: لا يستوون في أحوالهم، لأن أهل الجنة في نعيم، وأهل النار في عذاب.

الثاني: لا يستوون عند الله، لأن أهل الجنة من أوليائه، وأهل النار من أعدائه.

{ أصحاب الجنة هم الفائزون } فيه وجهان:

أحدهما: المقربون المكرمون.

الثاني: الناجون من النار، قاله ابن حبان.