الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ } * { فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ } * { وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ } * { فَسَلاَمٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ } * { وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُكَذِّبِينَ ٱلضَّآلِّينَ } * { فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ } * { وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ } * { إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ ٱلْيَقِينِ } * { فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ }

{ فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ } فيهم وجهان:

أحدهما: أنهم أهل الجنة، قاله يعقوب بن مجاهد.

الثاني: أنهم السابقون، قاله أبو العالية.

{ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ } في الرَّوْح ثمانية تأويلات:

أحدها: الراحة، قاله ابن عباس.

الثاني: أنه الفرح، قاله ابن جبير.

الثالث: أنه الرحمة، قاله قتادة.

الرابع: أنه الرخاء، قاله مجاهد.

الخامس: أنه الرَوح من الغم والراحة من العمل، لأنه ليس في الجنة غم ولا عمل، قاله محمد بن كعب.

السادس: أنه المغفرة، قاله الضحاك.

السابع: التسليم، حكاه ابن كامل.

الثامن: ما روى عبد الله بن شقيق عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ { فَرُوُحٌ } بضم الراء، وفي تأويله وجهان:

أحدهما: بقاء روحه بعد موت جسده.

الثاني: ما قاله الفراء أن تأويله حياة لا موت بعدها في الجنة.

وأما الريحان ففيه ستة تأويلات:

أحدها: أنه الإستراحة عند الموت، قاله ابن عباس.

الثاني: الرحمة، قاله الضحاك.

الثالث: أنه الرزق، قاله ابن جبير.

الرابع: أنه الخير، قاله قتادة.

الخامس: أنه الريحان المشموم يُتَلَقَّى به العبد عند الموت، رواه عبد الوهاب.

السادس: هو أن تخرج روحه ريحانة، قال الحسن.

واختلف في محل الرَوْح على خمسة أقوال.

أحدها: عند الموت.

الثاني: قبره ما بين موته وبعثه.

الثالث: الجنة زيادة على الثواب والجزاء، لأنه قرنه بذكر الجنة فاقتضى أن يكون فيها.

الرابع: أن الروح في القبر، والريحان في الجنة.

الخامس: أن الروح لقلوبهم، والريحان لنفوسهم، والجنة لأبدانهم.

{ وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلاَمٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ } فيه وجهان:

أحدهما: أنه سلامته من الخوف وتبشيره بالسلامة.

الثاني: أنه يحيا بالسلام إكراماً، فعلى هذا في محل السلام ثلاثة أقاويل:

أحدها: عند قبض روحه في الدنيا يسلم عليه ملك الموت، قاله الضحاك.

الثاني: عند مساءلته في القبر، يسلم عليه منكر ونكير.

الثالث: عند بعثه في القيامة تسلم عليه الملائكة قبل وصوله إليها.