الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَصْحَابُ ٱلشِّمَالِ مَآ أَصْحَابُ ٱلشِّمَالِ } * { فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ } * { وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ } * { لاَّ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ } * { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ } * { وَكَانُواْ يُصِرُّونَ عَلَى ٱلْحِنثِ ٱلْعَظِيمِ } * { وَكَانُواْ يِقُولُونَ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ } * { أَوَ آبَآؤُنَا ٱلأَوَّلُونَ } * { قُلْ إِنَّ ٱلأَوَّلِينَ وَٱلآخِرِينَ } * { لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ } * { ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا ٱلضِّآلُّونَ ٱلْمُكَذِّبُونَ } * { لأَكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ } * { فَمَالِئُونَ مِنْهَا ٱلْبُطُونَ } * { فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْحَمِيمِ } * { فَشَارِبُونَ شُرْبَ ٱلْهِيمِ } * { هَـٰذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ ٱلدِّينِ }

{ وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ } فيه قولان:

أحدهما الدخان، قاله أبو مالك.

الثاني: أنها نار سوداء، قاله ابن عباس.

{ لاَّ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ } فيه وجهان:

أحدهما: لا بارد المدخل، ولا كريم المخرج، قاله ابن جريج.

الثاني: لا كرامة فيه لأهله.

ويحتمل ثالثاً: أن يريد لا طيب ولا نافع.

{ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرفِينَ } فيه وجهان:

أحدهما: منعمين، قاله ابن عباس.

الثاني: مشركين، قاله السدي.

ويحتمل وصفهم بالترف وجهين:

أحدهما: التهاؤهم عن الإعتبار وشغلهم عن الإزدجار.

الثاني: لأن عذاب المترف أشد ألماً.

{ وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: أنه الشرك بالله، قاله الحسن، والضحاك، وابن زيد.

الثاني: الذنب العظيم الذي لا يتوبون منه، قاله قتادة، ومجاهد.

الثالث: هو اليمين الموس، قاله الشعبي.

ويحتمل رابعاً: أن يكون الحنث العظيم نقض العهد المحصن بالكفر.

{ فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ } فيه أربعة أقاويل:

أحدها: أنها الأرض الرملة التي لا تروى بالماء، وهي هيام الأرض، قاله ابن عباس.

الثاني: أنها الإبل التي يواصلها الهيام وهو داء يحدث عطشاً فلا تزال الإبل تشرب الماء حتى تموت، قاله عكرمة، والسدي، ومنه قول قيس بن الملوح:

يقال به داء الهيام أصابه   وقد علمت نفسي مكان شفائياً
الثالث: أن الهيم الإبل الضوال لأنها تهيم في الأرض لا تجد ماءً فإذا وجدته فلا شيء أعظم منها شرباً.

الرابع: أن شرب الهيم هو أن تمد الشرب مرة واحدة إلى أن تتنفس ثلاث مرات، قاله خالد بن معدان، فوصف شربهم الحميم بأنه كشرب الهيم لأنه أكثر شرباً فكان أزيد عذاباً.

{ هَذَا نُزْلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ } أي طعامهم وشرابهم يوم الجزاء، يعني في جهنم.