الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { مُدْهَآمَّتَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي ٱلْخِيَامِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { تَبَارَكَ ٱسْمُ رَبِّكَ ذِي ٱلْجَلاَلِ وَٱلإِكْرَامِ }

{ وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } فيه وجهان:

أحدهما: أي أقرب منهما جنتان.

الثاني: أي دون صفتهما جنتان.

وفيها ثلاثة أقاويل:

أحدها: أن الجنات الأربع لمن خاف مقام ربه، قال ابن عباس: فيكون في الأوليين النخل والشجر، وفي الأخريين الزرع والنبات وما انبسط.

الثاني: أن الأوليين من ذهب للمقربين، والأخريين من وَرِقٍ لأصحاب اليمين، قاله ابن زيد.

الثالث: أن الأوليين للسابقين، والأخريين للتابعين، قاله الحسن.

قال مقاتل: الجنتان الأوليان جنة عدن وجنة النعيم والأخريان جنة الفردوس وجنة المأوى، وفي الجنات الأربع جنان كثيرة.

ويحتمل رابعاً: أن يكون من دونهما جنتان لأتباعه، لقصور منزلتهم عن منزلته، إحدهما للحور العين، والأخرى للولدان المخلدين، لتميز بهما الذكور عن الإناث.

{ مُدْهَآمَّتَانِ } فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: أي خضراوان، قاله ابن عباس.

الثاني: مسودتان، قاله مجاهد، مأخوذ من الدهمة وهي السواد، ومنه سمي سود الخيل دهماً.

الثالث: [خضروان من الرّي] ناعمتان، قاله قتادة.

{ فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدهما: ممتلئتان لا تنقطعان، قاله الضحاك.

الثاني: جاريتان، قاله الفراء.

الثالث: فوّارتان، وذكر في الجنتين الأوليين عينين تجريان، وذكر في الأخريين عينين نضاختين، والجري أكثر من النضخ.

وبماذا هما نضاختان؟ فيه أربعة أوجه:

أحدها: بالماء، قاله ابن عباس.

الثاني: بالمسك والعنبر، قاله أنس.

الثالث: بالخير والبركة، قاله الحسن، والكلبي.

الرابع: بأنواع الفاكهة، قاله سعيد بن جبير.

{ فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ } يعني الجنات الأربع، وفي الخيرات قراءتان إحداهما بالتخفيف، وفي المراد بها قولان:

أحدهما: الخير والنعم المستحسنة.

الثاني: خيرات الفواكه والثمار، وحسان في المناظر والألوان.

والقرءة الثانية بالتشديد، وفي المراد بها قولان:

أحدهما: مختارات.

الثاني: ذوات الخير وفيهن قولان:

أحدهما: أنهن الحور المنشآت في الآخرة.

الثاني: أنهن النساء المؤمنات الفاضلات من أهل الدنيا.

وفي تسميتهن خيرات أربعة أوجه:

أحدها: لأنهن خيرات الأخلاق حسان الوجوه، قاله قتادة وروته أم سلمة مرفوعاً:

الثاني: لأنهن عذارى أبكاراً، قاله أبو صالح.

الثالث: لأنهن مختارات.

الرابع: لأنهن خيرات صالحات، قاله أبو عبيدة.

{ حُوْرٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ } فيه أربعة تأويلات:

أحدها: مقصورات الطرف على أزواجهن فلا يبغين بهم بدلاً، ولا يرفعن طرفاً إلى غيرهم من الرجال، قاله مجاهد.

الثاني: المحبوسات في الحجال لَسْنَ بالطوافات في الطرق، قاله ابن عباس.

الثالث: المخدرات المصونات، ولا متعطلات ولا متشوِّفات، قاله زيد بن الحارث، وأبو عبيدة.

الرابع: أنهن المسكنات في القصور، قاله الحسن.

ويحتمل خامساً: أن يريد بالمقصورات البيض، مأخوذ من قصارة الثوب الأبيض، لأن وقوع الفرق بين المقصورات والقاصرات يقتضي وقوع الفرق بينهما في التأويل:

وفي الخيام ثلاثة أقاويل:

أحدها: أن الخيام هي البيوت، قاله ابن بحر.

الثاني: أنها خيام تضرب لأهل الجنة خارج الجنة كهيئة البداوة، قاله سعيد بن جبير.

السابقالتالي
2