الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَآئِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى ٱلْجَنَّتَيْنِ دَانٍ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { كَأَنَّهُنَّ ٱلْيَاقُوتُ وَٱلْمَرْجَانُ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { هَلْ جَزَآءُ ٱلإِحْسَانِ إِلاَّ ٱلإِحْسَانُ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }

{ مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَآئِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ } فيه وجهان:

أحدهما: أن بطائنها يريد به ظواهرها، قاله قتادة.

والعرب تجعل البطن ظهراً فيقولون هذا بطن السماء وظهر السماء.

الثاني: أنه أراد البطانة دون الظهارة، لأن البطانة إذا كانت من إستبرق وهي أدون من الظاهرة دل على أن الظهارة فوق الإستبرق، قاله الكلبي.

وسئل عباس فما الظواهر؟ قال: إنما وصف لكم بطائنها لتهتدي إليه قلوبكم فأما الظواهر فلا يعلمها إلا الله.

{ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ } فأما الجنا فهو الثمر، ومنه قول الشاعر:

هذا جناي وخياره فيه   إذ كل جان يده إلى فيه
وفي قوله: { دَانٍ } وجهان:

أحدهما: داني لا يبعد على قائم ولا على قاعد، قاله مجاهد.

الثاني: أنه لا يرد أيديهم عنها بُعد ولا شوك، قاله قتادة.

{ فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ } قال قتادة: قصر طرفهن على أزواجهن، لا يسددن النظر إلى غيرهم، ولا يبغين بهم بدلاً.

{ لَمْ يَطْمَثهنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: لم يمسسهن، قال أبو عمرو: الطمث المس، وذلك في كل شيء يمس.

الثاني: لم يذللهن إنس قبلهم ولا جان، والطمث: التذليل، قاله المبرد.

الثالث: لم يُدْمِهُنَّ يعني إنس ولا جان، وذلك قيل للحيض طمث، قال الفرزدق:

دفعن إليَّ لم يطمثن قبلي   وهن أصح من بيض النعام
وفي الآية دليل على أن الجن تغشى كالإنس

. { هَلْ جَزَآءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ } فيه أربعة أوجه:

أحدها: هل جزاء الطاعة إلا الثواب.

الثاني: هل جزاء الإحسان في الدنيا إلا الإحسان في الآخرة، قاله ابن زيد.

الثالث: هل جزاء من شهد أن لا إله إلا الله إلا الجنة، قاله ابن عباس.

الرابع: هل جزاء التوبة إلا المغفرة، قاله جعفر بن محمد الصادق.

ويحتمل خامساً: هل جزاء إحسان الله عليكم إلا طاعتكم له.