الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلرَّحْمَـٰنُ } * { عَلَّمَ ٱلْقُرْآنَ } * { خَلَقَ ٱلإِنسَانَ } * { عَلَّمَهُ ٱلبَيَانَ } * { ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ } * { وَٱلنَّجْمُ وَٱلشَّجَرُ يَسْجُدَانِ } * { وَٱلسَّمَآءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ ٱلْمِيزَانَ } * { أَلاَّ تَطْغَوْاْ فِي ٱلْمِيزَانِ } * { وَأَقِيمُواْ ٱلْوَزْنَ بِٱلْقِسْطِ وَلاَ تُخْسِرُواْ ٱلْمِيزَانَ } * { وَٱلأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ } * { فِيهَا فَاكِهَةٌ وَٱلنَّخْلُ ذَاتُ ٱلأَكْمَامِ } * { وَٱلْحَبُّ ذُو ٱلْعَصْفِ وَٱلرَّيْحَانُ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }

قوله تعالى { الرَّحْمَنُ } فيه قولان:

أحدهما: أنه اسم ممنوع لا يستطيع الناس أن ينتحلوه، قاله الحسن، وقطرب.

الثاني: أنه فاتحة ثلاث سور إذا جمعن كن اسماً من أسماء الله تعالى: { الر } و { حم } و { ن } فيكون مجموع هذه { الرَّحْمَنُ } ، قاله سعيد بن جبير، وابن عباس.

{ عَلَّمَ الْقُرْءانَ } فيه وجهان:

أحدهما: علمه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أداه إلى جميع الناس.

الثاني: سهل تعلمه على جميع الناس.

{ خَلَقَ الإِنسَانَ } فيه قولان:

أحدهما: يعني آدم، قاله الحسن وقتادة.

الثاني: أنه أراد جميع الناس وإن كان بلفظ واحد، وهو قول الأكثرين.

{ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ } لأنه بالبيان فُضِّل على جميع الحيوان، وفيه ستة تأويلات:

أحدها: أن البيان الحلال والحرام، قاله قتادة.

الثاني: الخير والشر، قاله الضحاك، والربيع بن أنس.

الثالث: المنطق والكلام، قاله الحسن.

الرابع: الخط، وهو مأثور.

الخامس: الهداية، قاله ابن جريج.

السادس: العقل لأن بيان اللسان مترجم عنه.

ويحتمل سابعاً: أن يكون البيان ما اشتمل على أمرين: إبانة ما في نفسه ومعرفة ما بين له.

وقول ثامن لبعض أصحاب الخواطر: خلق الإنسان جاهلاً به، فعلمه السبيل إليه.

{ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ } فيه خمسة أوجه:

أحدها: يعني بحساب، قاله ابن عباس، والحسبان مصدر الحساب، وقيل: جمعه.

الثاني: معنى الحسبان هذه آجالها، فإذا انقضى الأجل كانت القيامة، قاله السدي.

الثالث: أنه يقدر بهما الزمان لامتياز النهار بالشمس والليل بالقمر ولو استمر أحدهما فكان الزمان ليلاً كله أو نهاراً كله لما عرف قدر الزمان، قاله ابن زيد.

الرابع: يدوران، وقيل إنهما يدوران في مثل قطب الرحى، قاله مجاهد.

الخامس: معناه يجريان بقدر.

{ وَالنَّجْمُ وَالْشَّجَرُ يَسْجُدَانِ } في النجم قولان:

أحدهما: نجم السماء، وهو موحد والمراد به جميع النجوم، قاله مجاهد.

الثاني: أن النجم النبات الذي قد نجم في الأرض وانبسط فيها، ليس له ساق، والشجر ما كان على ساق، قاله ابن عباس.

وفي سجودهما خمسة أقاويل:

أحدها: هو سجود ظلهما، قاله الضحاك. الثاني: هو ما فيهما من الصنعة والقدرة التي توجب السجود والخضوع، قاله ابن بحر.

الثالث: أن سجودهما دوران الظل معهما، كما قال تعالى: { يتفيأ ظلاله } ، قاله الزجاج.

الرابع: أن سجود النجم أفوله، وسجود الشجر إمكان الإجتناء لثمارها.

الخامس: أن سجودهما أنهما يستقبلان الشمس إذا أشرقت ثم يميلان معها إذا انكسر الفيء، قاله الفراء.

{ وَالسَّمَآءَ رَفَعَهَا } يعني على الأرض.

{ وَوَضَعَ الْمِيزَانَ } فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: أنه الميزان ذو اللسان ليتناصف به الناس في الحقوق، قاله الضحاك.

الثاني: أن الميزان الحكم.

الثالث: قاله قتادة، ومجاهد، والسدي: أنه العدل، ومنه قول حسان:

ويثرب تعلم أنا بها   إذا التبس الأمر ميزانها

السابقالتالي
2 3