الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { ذَوَاتَآ أَفْنَانٍ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }

{ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } وفي الخائف مقام ربه ثلاثة أقاويل:

أحدها: من خاف مقام ربه بعد أداء الفرائض، قاله ابن عباس.

الثاني: أنه يهم بذنب فيذكر مقام ربه فيدعه، قاله مجاهد.

الثالث: أن ذلك نزل في أبي بكر رضي الله عنه خاصة حين ذكر ذات يوم الجنة حين أزلفت، والنار حين برزت، قاله عطاء وابن شوذب.

قال الضحاك: بل شرب ذات يوم لبناً على ظمأ فأعجبه، فسأل عنه فأُخْبِر أنه من غير حل، فاستقاءه ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليه، فقال: " رَحِمَكَ اللَّهُ لَقَدْ أُنزِلَتْ فِيكَ آيَةٌ " وتلا عليه هذه الآية.

وفي مقام ربه قولان:

أحدهما: هو مقام بين يدي العرض والحساب.

الثاني: هو قيام الله تعالى بإحصاء ما اكتسب من خير وشر.

وفي هاتين الجنتين أربعة أوجه:

أحدها: جنة الإنس وجنة الجان، قاله مجاهد.

الثاني: جنة عدن، وجنة النعيم، قاله مقاتل.

الثالث: أنهما بستانان من بساتين الجنة، وروي ذلك مرفوعاً لأن البستان يسمى جنة.

الرابع: أن إحدى الجنتين منزله، والأخرى منزل أزواجه وخدامه كما يفعله رؤساء الدنيا.

ويحتمل خامساً: أن إحدى الجنتين مسكنه، والأخرى بستانه.

ويحتمل سادساً: أن إحدى الجنتين أسافل القصور، والأخرى أعاليها.

{ ذَوَاتَا أَفْنَانٍ } فيه أربعة تأويلات:

أحدها: ذواتا ألوان، قاله ابن عباس.

الثاني: ذواتا أنواع من الفاكهة، قاله الضحاك.

الثالث: ذواتا أتا وسَعَةٍ، قاله الربيع بن أنس.

الرابع: ذواتا أغصان، قاله الأخفش وابن بحر.

والأفنان جمع واحده فنن كما قال الشاعر:

ما هاج سوقك من هديل حمامة   تدعوا على فنن الغصون حماما
تدعو أبا فرخين صادف ضارياً   ذا مخلبين من الصقور قطاما