الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ جَآءَ آلَ فِرْعَوْنَ ٱلنُّذُرُ } * { كَذَّبُواْ بِئَايَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عِزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ } * { أَكُفَّٰرُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَٰئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَآءَةٌ فِي ٱلزُّبُرِ } * { أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ } * { سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ } * { بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ }

{ أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَئِكُمْ } يعني أكفاركم خير من كفار من تقدم من الأمم الذين أهلكوا بكفرهم.

{ أَمْ لَكُم بَرَآءَةٌ فِي الزُّبُرِ } يعني في الكتب السالفة براءة من الله تعالى أنكم ليس تهلكون كما أهلكوا، ومنه قول الشاعر:

وترى منها رسوماً قد عفت   مثل خط اللام في وحي الزبر
{ أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ } يعني بالعدد والعدة، وقد كان من هلك قبلهم أكثر عدداً وأقوى يداً، ويحتمل انتصارهم وجهين:

أحدهما: [لأنفسهم بالظهور].

الثاني: لآلهتهم بالعبادة.

فرد الله عليهم فقال: { سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيْوَلُّونَ الدُّبُرَ } يعني كفار قريش وذلك يوم بدر، وهذه معجزة أوعدهم الله بها فحققها، وفي ذلك يقول حسان:

ولقد وليتم الدبر لنا   حين سال الموت من رأس الجبل
{ بَلِ الْسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ } يعني القيامة.

{ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ } يحتمل وجهين:

أحدهما: أن موقف الساعة أدهى وأمر من موقف الدنيا في الحرب التي تولون فيها الدبر.

الثاني: أن عذاب الساعة أدهى وأمر من عذاب السيف في الدنيا.

وفي قوله { أدْهَى } وجهان:

أحدهما: أخبث.

الثاني: أعظم.

{ وَأَمَرُّ } فيه وجهان:

أحدهما: معناه أشد لأن المرارة أشد الطعوم.

الثاني: معناه أنفذ، مأخوذ من نفوذ المرارة فيما خالطته.