الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ هَـٰذَا نَذِيرٌ مِّنَ ٱلنُّذُرِ ٱلأُوْلَىٰ } * { أَزِفَتِ ٱلآزِفَةُ } * { لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ كَاشِفَةٌ } * { أَفَمِنْ هَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ } * { وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ } * { وَأَنتُمْ سَامِدُونَ } * { فَٱسْجُدُواْ لِلَّهِ وَٱعْبُدُواْ }

{ هَذا نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الأُولَى } فيه قولان:

أحدهما: أن محمداً نذير الحق أنذر به الأنبياء قبله، قاله ابن جريج.

الثاني: أن القرآن نذير بما أنذرت به الكتب الأولى، قاله قتادة.

ويحتمل قولاً ثالثاً: أن هلاك من تقدم ذكره من الأمم الأولى نذير لكم.

{ أَزِفَتِ الأزِفَةُ } أي اقتربت الساعة ودنت القيامة، وسماها آزفة لقرب قيامها عنده.

{ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ } أي من يكشف ضررها.

{ أَفَمِنَ هَذا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ } فيه وجهان:

أحدهما: من القرآن في نزوله من عند الله.

الثاني: من البعث والجزاء وهو محتمل.

{ وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ } فيها وجهان:

أحدهما: تضحكون استهزاء ولا تبكون انزجاراً.

الثاني: تفرحون ولا تحزنون، وهو محتمل.

{ وَأَنْتُم سَامِدُونَ } فيه تسعة تأويلات:

أحدها: شامخون كما يخطر البعير شامخاً، قاله ابن عباس.

الثاني: غافلون، قاله قتادة.

الثالث: معرضون، قاله مجاهد.

الرابع: مستكبرون، قاله السدي.

الخامس: لاهون لاعبون، قاله عكرمة.

السادس: هو الغناء، كانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا، وهي لغة حمير، قاله أبو عبيدة.

السابع: أن يجلسوا غير مصلين ولا منتظرين قاله علي رضي الله عنه.

الثامن: واقفون للصلاة قبل وقوف الإمام، قاله الحسن، وفيه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خرج والناس ينتظرونه قياماً فقال: ما لي أراكم سامدين.

التاسع؛ خامدون قاله المبرد، قال الشاعر:
رمى الحدثان نسوة آل حرب   بمقد سمدن له سموداً
{ فَاسْجُدُواْ لِلَّهِ وَأعْبُدُواْ } فيه وجهان:

أحدهما: أنه سجود تلاوة القرآن، قال ابن مسعود، وفيه دليل على أن في المفصل سجوداً.

الثاني: أنه سجود الفرض في الصلاة.