{ هَذا نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الأُولَى } فيه قولان: أحدهما: أن محمداً نذير الحق أنذر به الأنبياء قبله، قاله ابن جريج. الثاني: أن القرآن نذير بما أنذرت به الكتب الأولى، قاله قتادة. ويحتمل قولاً ثالثاً: أن هلاك من تقدم ذكره من الأمم الأولى نذير لكم. { أَزِفَتِ الأزِفَةُ } أي اقتربت الساعة ودنت القيامة، وسماها آزفة لقرب قيامها عنده. { لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ } أي من يكشف ضررها. { أَفَمِنَ هَذا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ } فيه وجهان: أحدهما: من القرآن في نزوله من عند الله. الثاني: من البعث والجزاء وهو محتمل. { وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ } فيها وجهان: أحدهما: تضحكون استهزاء ولا تبكون انزجاراً. الثاني: تفرحون ولا تحزنون، وهو محتمل. { وَأَنْتُم سَامِدُونَ } فيه تسعة تأويلات: أحدها: شامخون كما يخطر البعير شامخاً، قاله ابن عباس. الثاني: غافلون، قاله قتادة. الثالث: معرضون، قاله مجاهد. الرابع: مستكبرون، قاله السدي. الخامس: لاهون لاعبون، قاله عكرمة. السادس: هو الغناء، كانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا، وهي لغة حمير، قاله أبو عبيدة. السابع: أن يجلسوا غير مصلين ولا منتظرين قاله علي رضي الله عنه. الثامن: واقفون للصلاة قبل وقوف الإمام، قاله الحسن، وفيه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خرج والناس ينتظرونه قياماً فقال: ما لي أراكم سامدين. التاسع؛ خامدون قاله المبرد، قال الشاعر:
رمى الحدثان نسوة آل حرب
بمقد سمدن له سموداً
{ فَاسْجُدُواْ لِلَّهِ وَأعْبُدُواْ } فيه وجهان: أحدهما: أنه سجود تلاوة القرآن، قال ابن مسعود، وفيه دليل على أن في المفصل سجوداً. الثاني: أنه سجود الفرض في الصلاة.