الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِي تَوَلَّىٰ } * { وَأَعْطَىٰ قَلِيلاً وَأَكْدَىٰ } * { أَعِندَهُ عِلْمُ ٱلْغَيْبِ فَهُوَ يَرَىٰ } * { أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ } * { وَإِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰ } * { أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ } * { وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَىٰ } * { وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ } * { ثُمَّ يُجْزَاهُ ٱلْجَزَآءَ ٱلأَوْفَىٰ }

{ أَفَرَءَيْتَ الَّذِي تَولَّى } فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: أنه العاص بن وائل السهمي، قاله السدي.

الثاني: أنه الوليد بن المغيرة المخزومي، قاله مجاهد، كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله عنه يسمع ما يقولان ثم يتولى عنهما.

الثالث: أنه النضر بن الحارث أعطى خمس قلائص لفقير من المهاجرين حين ارتد عن دينه وضمن له أن يتحمل مأثم رجوعه، قاله الضحاك.

{ وَأعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى } فيه أربعة أوجه:

أحدها: أنه أعطى قليلاً من نفسه بالاستمتاع ثم أكدى بالانقطاع، قاله مجاهد.

الثاني: أطاع قليلاً ثم عصى، قاله ابن عباس.

الثالث: أعطى قليلاً من ماله ثم منع، قاله الضحاك.

الرابع: أعطى بلسانه وأكدى بقلبه، قاله مقاتل.

وفي { أَكْدَى } وجهان:

أحدهما: قطع، قاله الأخفش.

الثاني: منع، قاله قطرب.

{ أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيبِ فَهُوَ يَرَى } فيه وجهان:

أحدهما: معناه أعلم الغيب فرأى أن ما سمعه باطل.

الثاني: أنزل عليه القرآن فرأى ما صنعه حقاً، قاله الكلبي.

ويحتمل ثالثاً: أعلم أن لا بعث، فهو يرى أن لا جزاء.

{ وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى } فيه سبعة أقاويل:

أحدها: وفّى عمل كل يوم بأربع ركعات في أول النهار، رواه الهيثم عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الثاني: أن يقول كلما أصبح وأمسى { فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِيْنَ تُمْسُونَ وَحِيْنَ تُصْبِحُونَ } الآية. رواه سهل بن معاذ عن أنس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

الثالث: وفيما أمر به من طاعة ربه، قاله ابن عباس.

الخامس: { أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } لأنه كان بين نوح وإبراهيم يؤخذ الرجل بجريرة ابنه وأبيه فأول من خالفهم إبراهيم، قاله الهذيل.

السادس: أنه ما أُمر بأمر إلا أداه ولا نذر إلا وفاه، وهذا معنى قول الحسن.

السابع: وفَّى ما امتحن به من ذبح ابنه وإلقائة في النار وتكذيبه.