الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن يَرَوْاْ كِسْفاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ سَاقِطاً يَقُولُواْ سَحَابٌ مَّرْكُومٌ } * { فَذَرْهُمْ حَتَّىٰ يُلَـٰقُواْ يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ } * { يَوْمَ لاَ يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } * { وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ } * { وَمِنَ ٱللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ ٱلنُّجُومِ }

{ وَإِن يَرَواْ كِسْفاً مِّنَ السَّمَآءِ سَاقِطاً } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: يعني قطعاً من السماء، قاله قتادة.

الثاني: جانباً من السماء.

الثالث: عذاباً من السماء، قاله المفضل. وسمي كسفاً لتغطيته، والكسف:

التغطية، ومنه أخذ كسوف الشمس والقمر.

{ يَقُولُواْ سَحَابٌ مَّرْكُومٌ } في مركوم وجهان:

أحدهما: أنه الغليظ، قاله ابن بحر.

الثاني: أنه الكثير المتراكب، قاله الضحاك. ومعنى الآية: أنهم لو رأو سقوط كسف من السماء عليهم عقاباً لهم لم يؤمنوا ولقالوا إنه سحاب مركوم بعضه على بعضه.

{ فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاَقُواْ يَوْمَهُمُ } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: يوم يموتون، قاله قتادة.

الثاني: النفخة الأولى، حكاه ابن عيسى.

الثالث: يوم القيامة يغشى عليهم من هول ما يشاهدونه، ومنه قوله تعالى:

{ وَخَرَّ مُوْسَى صَعِقاً } أي مغشياً عليه.

{ وَإِنَّ لِلَّذِينَ صَعِقاً } أي مغشياً عليه.

{ وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ } فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: عذاب القبر، قاله علي.

الثاني: الجوع، قاله مجاهد.

الثالث: مصابهم في الدنيا، قاله الحسن.

وفي المراد بالذين ظلموا ها هنا قولان:

أحدهما: أنهم أهل الصغائر من المسلمين.

الثاني: أنهم مرتكبو الحدود منهم.

{ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ } فيه وجهان:

أحدهما: لقضائه فيما حملك من رسالته.

الثاني: لبلائه فيما ابتلاك به من قومك.

{ فَإِنَّكَ بأَعْيُنِنَا } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: بعلمنا، قاله السدي.

الثاني: بمرأى منا، حكاه ابن عيسى.

الثالث: بحفظنا وحراستنا، ومنه قوله تعالى لموسى:وَلتُصنَعَ عَلَى عَيْنِي } [طه: 39] بحفظي وحراستي، قاله الضحاك.

{ وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ } فيه أربعة أقاويل:

أحدها: أن يسبح الله إذا قام من مجلسه، قاله أبو الأحوص، ليكون تكفيراً لما أجرى في يومه.

الثاني: حين تقوم من منامك، ليكون مفتتحاً لعمله بذكر الله، قاله حسان بن عطية.

الثالث: حين تقوم من نوم القائلة لصلاة الظهر، قاله زيد بن أسلم.

الرابع: أنه التسبيح في الصلاة، إذا قام إليها.

وفي هذا التسبيح قولان:

أحدهما: هو قول: سبحان ربي العظيم، في الركوع، وسبحان ربي الأعلى، في السجود.

الثاني: التوجه في الصلاة بقوله: سبحانك اللهم وبحمدك [وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك]، قاله الضحاك.

{ وَمِنَ الِّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ } فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: أنها صلاة الليل.

الثاني: التسبيح فيها.

الثالث: أنه التسبيح في صلاة وغير صلاة.

وأما { وَإِدْبَارَ النُّجُومِ } فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: أنها ركعتان قبل الفجر، رواه ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " رَكْعَتَانِ قَبْلَ الْفَجْرِ، إِدْبَارُ النُّجومِ، وَرَكْعَتَانِ بَعْدَ المَغْرِبِ إِدْبَارُ السُّجُودِ ".

الثاني: أنها ركعتا الفجر قبل الغداة.

الثالث: أنه التسبيح بعد الصلاة، وهذا مروي عن ابن عباس أيضاً، وروي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: لا صلاة بعد الفجر إلا ركعتي الفجر.