الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ خَلَقُواْ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ بَل لاَّ يُوقِنُونَ } * { أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ ٱلْمُصَيْطِرُونَ } * { أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } * { أَمْ لَهُ ٱلْبَنَاتُ وَلَكُمُ ٱلْبَنُونَ } * { أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ } * { أَمْ عِندَهُمُ ٱلْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ } * { أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هُمُ ٱلْمَكِيدُونَ } * { أَمْ لَهُمْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ }

{ أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَبِّكَ } فيه وجهان:

أحدهما: مفاتيح الرحمة.

الثاني: خزائن الرزق.

{ أَمْ هُمْ الْمُصَيْطِرُونَ } فيه أربعة أوجه:

أحدها: المسلطون، قاله ابن عباس والضحاك.

الثاني: أنهم الأرباب، قاله الحسن وأبو عبيد.

الثالث: معناه: أم هم المتولون، وهذا قد روي عن ابن عباس أيضاً.

الرابع: أنهم الحفظة، مأخوذ من تسطير الكتاب، الذي يحفظ ما كتب فيه فصار المسيطر هنا حافظاً ما كتبه الله في اللوح المحفوظ، قاله ابن بحر.

{ أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ } فيه وجهان:

أحدهما: أن السلم المرتقى إلى السماء، ومنه قول ابن مقبل:

لا تحرز المرء أحجاء البلاد ولا   يبنى له في السموات السلاليم
الثاني: أنه السبب الذي يتوصل به إلى عوالي الأشياء، قال الشاعر:

تجنيت لي ذنباً وما إن جنيته   لتتخذي عذراً إلى الهجر سلماً
وقوله { يَسْتَمِعُونَ فِيهِ } يحتمل وجهين:

أحدهما: يستمعون من السماء ما يقضيه الله على خلقه.

الثاني: يستمعون منها ما ينزل الله على رسله من وحيه.

{ فلْيَأْتِ مْسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } فيه وجهان:

أحدهما: فليأت صاحبهم بحجة ظاهرة تدل على صدقه.

الثاني: فليأت بقوة تتسلط على الأسماع وتدل على قدرته.