الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ كَذَلِكَ مَآ أَتَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُواْ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } * { أَتَوَاصَوْاْ بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ } * { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَآ أَنتَ بِمَلُومٍ } * { وَذَكِّرْ فَإِنَّ ٱلذِّكْرَىٰ تَنفَعُ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } * { مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ } * { إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلْقُوَّةِ ٱلْمَتِينُ } * { فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوباً مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلاَ يَسْتَعْجِلُونِ } * { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن يَوْمِهِمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ }

{ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } فيه وجهان:

أحدهما: فذكر بالقرآن، قاله قتادة.

الثاني: فذكر بالعظة فإن الوعظ ينفع المؤمنين، قاله مجاهد.

ويحتمل ثالثاً: وذكر بالثواب والعقاب فإن الرغبة والرهبة تنفع المؤمنين.

{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِ وَالإِنسَ إلاَّ لَيَعْبُدُونِ } فيه خمسة تأويلات:

أحدها: إلا ليقروا بالعبودية طوعاً أو كرهاً، قاله ابن عباس.

الثاني: إلا لآمرهم وأنهاهم، قاله مجاهد.

الثالث: إلا لأجبلهم على الشقاء والسعادة، قاله زيد بن أسلم.

الرابع: إلا ليعرفوني، قاله الضحاك.

الخامس: إلا للعبادة، وهو الظاهر، وبه قال الربيع بن انس.

{ مَآ أُرِيدُ مِنْهُمْ مَّنْ رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: ما أريد أن يرزقوا عبادي ولا أن يطعموهم.

الثاني: ما أنفسهم، قاله أبو الجوزاء.

الثالث: ما أريد منهم معونة ولا فضلاً.

{ فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوباً مِّثلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ } فيه أربعة أوجه:

أحدها: عذاباً مثل عذاب أصحابهم، قاله عطاء.

الثاني: يعني سبيلاً، قاله مجاهد.

الثالث: يعني بالذنوب الدلو، قاله ابن عباس، قال الشاعر:

لنا ذنوب ولكم ذنوب   فإن أبيتم فلنا القليب
ولا يسمى الذنوب دلواً حتى يكون فيه ماء.

الرابع: يعني بالذنوب النصيب، قال الشاعر:

وفي كل يوم قد خبطت بنعمة   فحق لشاس من نداك ذنوب
ويعني بأصحابهم من كذب بالرسل من الأمم السالفة ليعتبروا بهلاكهم.

{ فَلاَ يَسْتَعْجِلُونِ } أي فلا يستعجلوا نزول العذاب بهم لأنهم قالوا: { يا مُحَمَّدُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا } الآية، فنزل بهم يوم بدر، ما حقق الله وعده، وعجل به انتقامه.