الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ } * { قَالُوۤاْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ } * { لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ } * { مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ } * { فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } * { وَتَرَكْنَا فِيهَآ آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } * { وَفِي مُوسَىٰ إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } * { فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } * { فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ } * { وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلْعَقِيمَ } * { مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَٱلرَّمِيمِ } * { وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُواْ حَتَّىٰ حِينٍ } * { فَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ } * { فَمَا ٱسْتَطَاعُواْ مِن قِيَامٍ وَمَا كَانُواْ مُنتَصِرِينَ } * { وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ }

{ فَتَوَلَّى } يعني فرعون، وفي توليه وجهان:

أحدهما: أدبر.

الثاني: أقبل، وهو من الأضداد.

{ بِرُكْنِهِ } فيه أربعة أوجه:

أحدها: بجموعه وأجناده، قاله ابن زيد.

الثاني: بقوته، قاله ابن عباس، ومنه قول عنترة:

فما أوهى مراس الحرب ركني   ولكن ما تقادم من زماني.
الثالث: بجانبه، قاله الأخفش.

الرابع: بميله عن الحق وعناده بالكفر، قاله مقاتل.

ويحتمل خامساً بماله لأنه يركن إليه ويتقوى به.

{ وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ الرِّيحَ الْعَقِيمَ } فيه أربعة أقاويل:

أحدها: أن العقيم هي الريح التي لا تلقح، قاله ابن عباس.

الثاني: هي التي لا تنبث، قاله قتادة.

الثالث: هي التي ليس فيها رحمة، قاله مجاهد.

الرابع: هي التي ليس فيها منفعة، قاله ابن عباس.

وفي الريح التي هي عقيم ثلاثة أقاويل:

أحدها: الجنوب، روى ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الريح العقيم الجنوب ".

الثاني الدبور، قاله مقاتل. قال عليه السلام: " نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور "

الثالث: هي ريح الصبا، رواه ابن أبي نجيح عن مجاهد.

{ إِلاَّ جَعَلْتْهُ كَالرَّمِيمِ } فيه أربعة أوجه:

أحدها: أن الرميم التراب، قاله السدي.

الثاني: أنه الذي ديس من يابس النبات، وهذا معنى قول قتادة.

الثالث أن الرميم: الرماد، قاله قطرب.

الرابع: أنه الشيء البالي الهالك، قاله مجاهد، ومنه قول الشاعر:

تركتني حين كف الدهر من بصري   وإذ بقيت كعظم الرمة البالي