الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } * { آخِذِينَ مَآ آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ } * { كَانُواْ قَلِيلاً مِّن ٱللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } * { وَبِٱلأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } * { وَفِيۤ أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لَّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ } * { وَفِي ٱلأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ } * { وَفِيۤ أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ } * { وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ } * { فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ }

{ ءَآخِذِينَ مَآ َاتَاهُمْ رَبُّهُمْ } فيه وجهان:

أحدهما: من الفرائض، قاله ابن عباس.

الثاني: من الثواب، قاله الضحاك.

{ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذلِكَ مُحسِنِينَ } أي قبل الفرائض محسنين بالإجابة، قاله ابن عباس.

الثاني: قبل يوم القيامة محسنين بالفرائض، قاله الضحاك.

{ كَانُواْ قَلْيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } فيه وجهان:

أحدهما: راجع على ما تقدم من قوله { إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُواْ قَلِيلاً } بمعنى أن المحسنين كانوا قليلاً، ثم استأنف: من الليل ما يهجعون، قاله الضحاك.

الثاني: أنه خطاب مستأنف بعد تمام ما تقدمه، ابتداؤه كانوا قليلاً، الآية. والهجوع: النوم، قال الشاعر:

أزالكم الوسمي أحدث روضه   بليل وأحداق الأنام هجوع
وفي تأويل ذلك أربعة أوجه:

أحدها { كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون } أي يستيقظون فيه فيصلون ولا ينامون إلا قليلاً، قاله الحسن.

الثاني: أن منهم قليلاً ما يهجعون للصلاة في الليل وإن كان أكثرهم هجوعاً، قاله الضحاك.

الثالث: أنهم كانوا في قليل من الليل ما يهجعون حتى يصلوا صلاة المغرب وعشاء الآخرة، قاله أبو مالك.

الرابع: أنهم كانوا قليلاً يهجعون، وما: صلة زائدة، وهذا لما كان قيام الليل فرضاً. وكان أبو ذر يحتجن يأخذ العصا فيعتمد عليها حتى نزلت الرخصة { قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً }.

{ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } فيه وجهان:

أحدهما: وبالأسحار هم يصلون، قاله الضحاك.

الثاني: أنهم كانوا يؤخرون الاستغفار من ذنوبهم إلى السحر ليستغفروا فيه، قاله الحسن.

قال ابن زيد: وهو الوقت الذي أخر يعقوب الاستغفار لبنيه حتى استغفر لهم فيه حين قال لهمسَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي } [يوسف: 98]. قال ابن زيد: والسحر السدس الأخير من الليل. وقيل إنما سمي سحراً لاشتباهه بين النور والظلمة.

{ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ } فيه وجهان:

أحدهما: أنها الزكاة، قاله ابن سيرين وقتادة وابن أبي مريم.

الثاني: أنه حق سوى الزكاة تصل له رحماً أو تقري به ضيفاً أو تحمل به كلاًّ أو تغني به محروماً، قاله ابن عباس.

{ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ } أما السائل فهو مَن يسأل الناس لفاقته، وأما المحروم، ففيه ثمانية أقوال:

أحدها: المتعفف الذي يسأل الناس شيئاً ولا يعلم بحاجته، قاله قتادة.

الثاني: أنه الذي يجيء بعد الغنيمة وليس له فيها سهم، قاله الحسن ومحمد بن الحنفية. وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية فأصابوا وغنموا، فجاء قوم بعدما فرغوا فنزلت الآية.

الثالث: أنه من ليس له سهم في الإسلام، قاله ابن عباس.

الرابع: المحارف الذي لا يكاد يتيسر له مكسبه، وهذا قول عائشة.

الخامس: أنه الذي يطلب الدنيا وتدبر عنه، وهو مروي عن ابن عباس أيضاً.

السادس: أنه المصاب بثمره وزرعه يعينه من لم يصب، قاله ابن زيد:

السابع: أنه المملوك، قاله عبد الرحمن بن حميد.

السابقالتالي
2 3